Taariikhda Suugaanta Carabta
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Daabacaha
دار المشرق
Lambarka Daabacaadda
الثالثة
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
مصر فاقرٌ لهُ علماؤها بالسبق فتولَّى التدريس في الأزهر وقُلد هذه المدرسة بعد الشيخ محمّد العروسي سنة ١٢٤٦ فقد برّها أحسن تدبير إلى سنة وفاته في ٢٢ ذي القعدة سنة ١٢٥٠هـ (١٨٣٥م) . وكان محمّد على باشا خديوي مصر يجلُّهُ ويكرمهُ. وقد خلّف عدة تآليف في الأصول والنحو والبيان والمنطق والطب. ولهُ كتاب في الإنشاء والمراسلات تكرَّر طبعهُ في مصر. وكان هذا الشيخ عالمًا بالفلكيّات لهُ في ذلك رسالة في كيفيَّة العمل بالإسطرلاب والرُّبْعَيْن المنقطر والمجيَّب والبسائط. وكان يُحسن عمل المَزاول الليلية والنهارية. وقد اشتهر أيضًا الشيخ العطّار بفنون الأدب والشعر. وممّا يروى عنه أنه لمّا عاد من سياحته في بلاد الشرق رافق إمام زمانهِ في العلوم الأدبية السيد إسماعيل بن سعد الشهير بالخشّاب فكانا يبيتان معًا وينادمان ويتجاذبان أطراف الكلام فيجولان في كل فنّ من الفنون الأدبية والتواريخ والمحاضرات واستمرت صحبتهما وتزايدت على طول الأيام مودّتهما إلى أن توفي الخشاب فاشتغل العطار بالتأليف إلى موته. ولهُ شعر رائق جُمع في ديوانه فمن ذلك ما رواه له الجبرتي (٢٣٣:٤) في تاريخه يرثي الشيخ محمّد الدسوقيّ المتوفى سنة ١٢٣٠هـ (١٨١٥م) .
أحاديث دهرِ قد ألمَّ فأوجعا ... وحلَّ بنادي جمعنا فتصدّعا
فقد صال فينا البينُ أعظم صولة ... فلم يُخلِ من وقع المصيبة موضعا
وجاءت خطوبُ الدهر تَثرْى فكلّما ... مضى حادث يُعْقِبْهُ آخرُ مسرعا
وهي طويلة قال في ختامها:
سعى في اكتساب الحمد طولَ حياتهِ ... ولم ترهُ في غير ذلك قد سعى
ولم تُلْههِ الدنيا بزخرفِ صورةٍ ... عن العلم كيما أن تَغُرَّ وتَخْدعا
لقد صرف الأوقات في العلم والتقى ... فما أن لها يا صاحِ أمس مضيّعا
فقدناهُ لكن نفعُهُ الدهرَ دائمٌ ... وما مات من أبقى علومًا لمن وعى
فجوزيَ بالحُسْنى وتُوج بالرضا ... وقوبل بالإكرام ممّن لهُ دعا
وممن مدحوا الشيخ حسن العطار المعلم بطرس كرامة اللبناني فقال فيهِ لما قابلهُ في مصر:
قد كنتُ أسمعُ عنكم كل نادرةٍ ... حتّى رأيتك يا سؤلي ويا أربي
واللهِ ما سمعتْ أذني بما نظرت ... لديك عيناي من فضلٍ ومن أدب
وقام بعد الحسن العطّار في رتبتهِ البرهان. القويسني فقد تقلّد مشيخة الأزهر أربع
1 / 52