269

Taariikhda Suugaanta Carabta

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Daabacaha

دار المشرق

Daabacaad

الثالثة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

الفرنسوية وأعيانها. ثم اتسعت شهرته بين الأدباء واتصل بباي تونس لما حضر إلى باريس سنة ١٨٦٢ فمدحه بلاميته التي نشرناها في المشرق (٥ (١٩٠٢): ١٥٥) وعارض فيها لامية كعب بن زهير فأجازه عليها الباي واتخذه كترجمانه الخاص وقلده الأمور الخطيرة في دولته.
ثم عاد الكونت رشيد إلى باريس وابتنى فيها قصرًا بديعًا واقتنى قرية دينار في مقاطعة برطانية فأجال فيها يد العمارة وشيد فيها دارًا فخيمة سكنها مع أهله ولم يزل في آخر حياته يعنى بالمطالعة والأليف إلى يوم وفاته في ٥ أيار سنة ١٨٨٩. وللكونت رشيد من الآثار الأدبية ما اكتسبه اسمًا طيبًا في الشرق والغرب معًا. فمن ذلك أنه سعى بنشر معهم السيد جرمانوس فرحات في مرسيلية سنة ١٨٤٩ بعد أن رتبه وهذبه وألح ما فيه من الخطأ. ثم طبع فيها أيضًا سنة ١٨٥٥ شرحين مستوفيين على ديوان ابن الفارض للشيخ حسن البيروني وللسيد عبد الغني النابلسي. وهما الشرحان اللذان أعاد طبعهما المسمى محمد السيوطي في المطبعة الخيرية في مصر سنة ١٣١٠ (١٨٩٣) وساكتًا عن اسم الكونت وإنما أشار إليه إشارة خفيفة لئلا يعرف متولي العمل فدعاه (رشيد بن غالب المجتبي) وكان الكونت أول من نشر كتاب فقه اللغة الذي أعدنا بعد ذلك طبعه. وله مقامات شتى سياسية طبع بعضها على حدة منها كتاب التمثال السياسي مع بيان أحوال فرنسة في عهد نابوليون. وله مجموعان أحدهما يشتمل على أشعار حكمية جناها من كتب العرب يدعى (طرب المسامع في الكلام الجامع) والثاني يتضمن مقالات أدبية وفوائد لغوية يعرف بقمطرة طوامير طبع في فينة سنة ١٨٨٠. وله غير ذلك مما لم يزل مخطوطًا ونتمنى نشره كمقالة واسعة في فن المناظرة دعاها (ترويح البال في القلم والمال) ولا سيما تاريخه الكبير الذي (السيار المُشرق في بوار المَشرق) . وكان الكونت ينظم الشعر الجيد كما يستدل عليه من قمطرته ومن لاميته التي ذكرناها. ومما نشهده في مدح نابوليون الثالث سنة ١٨٥١ إذ كان في أوج عزته إذ لم تعرف غير سجاياه الطيبة قوله من قصيدة:
الله أكبرُ مُعط من يشاءُ فها ... كلُّ المحاسنِ والإحسان في رَجُلِ
وليس ذا من غلوّ الشعر إذ ظهرت ... المعين أنوارهُ كالشمس في الحَمل

1 / 270