Taariikhda Suugaanta Carabta
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Daabacaha
دار المشرق
Daabacaad
الثالثة
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
والده ظلمًا إبراهيم باشا وكان خُدع بوشاية أعدائه ثم عرف غلطه فقدم نوفل ابن المرحوم وقلده عدة مناصب في بيروت وطرابلس إلى أن استقال من الخدمة وتعين كترجمان لقنصليتي ألمانية وأمريكا في وطنه. وقضى بقية عمره في التأليف إلى سنة وفاته سنة ١٨٨٧. وله تآليف حسنة تشهد له بسعة علومه وتنقيبه. طبع منها كتاب زبدة الصحائف في أصول المعارف وسوسنة سليمان في أصول العقائد والأديان وصناجة الطرب في تقدمات العرب وهو أعظمها فائدة. ونشر عدة مقالات في جرائد بيروت ومجلاتها لا سيما الجنان. وقد عرب عن التركية كتاب قوانين المجالس البلدية وكتابًا في أصل ومعتقدات الأمة الشركسية وكتاب حقوق الأمم وكتاب دستور الدولة العلية في جزأين نال عليه جزاء من الدولة.
ومن آثاره المخطوطة (أخبار تاريخية) وهي مجموعة مفيدة من تاريخ جودت باشا التركي ومن كتاب تاريخ بربر لإلياس صدفه ومن مطالعات كثيرة منها نسخة في مكتبة الكلية الأميركانية يسعى اليوم بنشرها وتذييلها جناب الأستاذ أسد أفندي رستم في مجلة الكلية.
ومن أنسباء نوفل نعمة الله المذكور (سليم دي نوفل) ولد في طرابلس سنة ١٨٢٨ وبعد أن أحرز جانبًا من مبادئ اللغة والعلوم في وطنه تعين وكيلًا لشركة البواخر الروسية ثم ترك الوكالة وسافر إلى أوربة وعاين التمدن العصري في انكلترة وفرنسة. وبعد عودته إلى مسقط رأسه أكب على الدرس والمطالعة ونقل إلى العربية رواية المركيز دي فونتانج فطبعها سنة ١٨٦٠ وبقي على ذلك مدة إلى أن انتدبته الدولة الروسية بإشارة قنصلها في بيروت إلى تدريس العربية في كلية بطرسبوج فشخص إليها مع أهله وأقام فيها إلى سنة وفاته في خريف سنة ١٩٠٢ بعد أن حصل في عاصمة الروس على عدة امتيازات نالها بفضله وسعة معارفه ومصنفاته حتى نظم في جملة مستشاري الدولة وكان يعرف لغات متعددة يكتب فيها ويتكلم بفصاحة ولا سيما الفرنسوية. ومن مصنفاته بالفرنسوية سيرة محمد صاحب الشريعة الإسلامية وغير ذلك. وكان ينظم في العربية ومن شعره رثاؤه لوطنيه وصديقه سليم دي بسترس السابق ذكره فقال عند نقل رفاته إلى وطنه ليدفن في ضريح أسرته:
العيد وافى يا سليمُ إلى ما ... هذا التنائي عن الديار إلى ما
1 / 265