236

Taariikhda Suugaanta Carabta

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Daabacaha

دار المشرق

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

لا تكثرنّ من الشباب وذكرهِ ... أنت ابنْ يوْمك لا ابنُ ماضي الأحقبُ
ومنها:
كم من أخٍ لك غير أُمك أمهُ ... تُنسيك سيرتهُ إخاء الّمئنَسبْ
من لم تُؤذَيه خلائقُ طبعهِ ... ألفيتهُ بالسيف غيرَ مؤدَّب
فأحذر عداواتِ الرجال ودارها ... إن لم تكن جَدَّتْ لديك فرِّحبِ
وافطنْ لأدويةِ الأمور فإنما ... سمٌُّ الأفاعي غيرْ سمّ العَقْربِ
وإذا تنكبُهُ من مكان ريحُهُ ... فتخط منهُ إلى المكانِ الأطيبِ
وفي هذه الحقبة أزهر في مكة شيخ علمائها (أحمد بن زيني المعروف بدحلان) ولد في حاضرة الحجاز وتولى الإفتاء للشافعيين واشتغل بالعلوم مدة وفي زمانه أنشئت في مكة أول مطابعها فكان السيد دحلان متوليًا نظارتها ونشر فيها تآليف من قلمه كالجداول المرضية في تاريخ الدول الإسلامية وكتاب الفتوحات الإسلامية في جزأين كبيرين. وكان طبع في مصر قبل ذلك كتبًا أخرى كالسيرة النبوية والفتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين وخلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام طبعه في مصر ثم أضاف إليه ملحقًا طبعه في مكة. توفي الشيخ دحلان سنة ١٨٨٦ في المدينة بعد أن سار إليها في رفقة الشيخ عون الرفيق لما خرج هذا من وجه حاكمها عثمان باشا.
ونختم هذا الفضل في أدباء المسلمين بذكر أحد مشاهير رجال الدولة التركية الذي رفع في أمته لواء الآداب فضلًا عما أحرزه من المجد في تدبير الأمور وحسن السياسة نعني به الوزير الخطير (أحمد جودت باشا) . ولد في لوفجة في ولاية الطونة سنة ١٢٣٨ (١٨٢٢) وانكب منذ حداثته على درس العلوم الدينية والدنيوية وبرع في اللغتين الفارسية والعربية فضلًا عن لغته التركية. وليس من غايتنا أن نتقفى آثار المترجم في المأموريات التي تولاها والمناصب التي تقلب فيها في كل الدواوين منها الأحكام العدلية ونظارة المعارف إلى أن بلغ رتبة الوزارة السامية وانتظم في سلك شورى الدولة. وإنما نكتفي بذكر مؤلفاته فأعظمها شأنًا تاريخه لآل عثمان في تسعة مجلدات عرب جزؤه الأول جناب عبد القادر أفندي الدنا فطبعه في بيروت سنة ١٣٠٨. وله رسائل عربية وتعليقات. ونقلًا قسمًا من مقدمة ابن خلدون إلى

1 / 237