195

Taariikhda Suugaanta Carabta

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Daabacaha

دار المشرق

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

أضيف إلى هذه الخزانة ما تحتويه المكتبة الغربية والمكتبة الطبية والمكتبة المدرسية وغيرها بلغ عدد كتب كليتنا نحو مائة وثلثين ألفًا. وكثيرًا ما تلطف الرؤساء فسمحوا لآهل الأدب ويقطفوا ما شاءوا من تلك الثمار الجنية. ولم يريدوا أن يحرم طلبتهم الأحداث من مراجعة كتب الآداب فقربوا منهم منافعها وخصوا بهم مكتبة عربية يجدون فيها ما يهذب أخلاقهم وينير عقولهم ويفكه أرواحهم.
ومما يستحق الذكر بين مكاتب الشام خارجًا عن بيروت مكتبة الملك الظاهر في دمشق جمعت فيها على عهد مدحت باشا الكتب المتفرقة الموقوفة على الجوامع والمدارس فأضحت من أخص المعاهد الأدبية وهي تحتوي على نحو سبعة آلاف كتاب يغلب عليها الكتب الخطية النفسية.
فن التمثيل
ومما يعود فضله إلى بيروت خصوصًا في تعزيز الآداب العربية فن التمثيل وقد سبق لنا كيفية ظهوره على يد المرحوم مارون نقاش وما نجم عنه من المضرات بسوء استعماله في المراسح العمومية حيث مثلت روايات مخلة بالآداب. إلا أن هذا الفن الجليل عاد إلى شرف مقامه في المدارس المسيحية. وكانت كليتنا أول من سبق إلى تشخيص الروايات التمثيلية العربية سنة ١٨٨٢ فكان مديروها يختارون لذلك الوقائع الخطيرة ولا سيما الحوادث الشرقية ليرسخ في قلوب طلبتهم مع حب الوطن ذكر تواريخ بلادهم. فمن جملة ما مثلوا حكم هيرودس على ولديه في بيروت واستشهاد القديس جرجس فيها ورواية صدقيًا ثم داود ويوناتان. ومما اقتبسوه من تاريخ العرب رواية ابن السمؤل وراوية المهلهل وشهداء نجران ونكبة البرامكة وأخوة الخنساء. وكان للطلبة في تأليف بعض هذه الروايات سهم وافٍ إلا أن معظمها بقلم الآباء أو بعض أساتذة الكلية.
المحافل الأدبية
وكما مثلت المآسي والروايات الفاجعة أو الفكاهية كذلك كانت تعتقد في كليتنا محافل أدبية يحضرها أعيان البلد فيبحث الطلبة في بعض المشاكل التاريخية أو المسائل اللغوية والأدبية فيأتي كل منهم بما جادت به قريحته نظمًا أو نثرًا حتى يستوفوا الموضوع حقه أو يبرزوا محاسنه من كل وجه. فدارت بعض هذه المجالس على مفاخر بيروت ووصف الآداب العربية وتنصر النعمان ومآثر

1 / 196