193

Taariikhda Suugaanta Carabta

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Daabacaha

دار المشرق

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

مطبعتنا الكاثوليكية في مقدمة المطابع فنشرت بهمة مديرها وآباء كليتنا مطبوعات جليلة لا تزال معدودة من خيار المنشورات العصرية. ومما وجهت إليه عنايتها الكتب المدرسية لتكون في أيدي الأحداث قدوة ودليلًا.
على أن إدارة المعارف في الآستانة أخذت تنشئ القوانين الصارمة لتقييد حرية المطبوعات ولم تزل تضايقها شيئًا بعد شيء حتى بلغت في ضغطها حدًا لا يكاد يتصوره غير اللذين قاسوا مضضه. ولعل ذلك الضنك الذي بلغ الروح التراقي كان من أقوى أسباب الانقلاب العثماني. ومن المطبوعات الجديرة بالذكر التي صدرت في ذلك الوقت في بيروت دائرة المعارف باشر بها المعلم بطرس البستاني ولم يتم منها إلا نصفًا. وكذلك طبع ديوان الأخطل وديوان الخنساء وديوان أبي العتاهية وأقرب الموارد للشيخ سعيد الشرتوني وفرائد اللآل في مجمع الأمثال للشيخ إبراهيم الأحدب وتاريخ ابن العبري وشرح المتنبي للشيخ إبراهيم اليازجي ومجموع مجاني الأدب وشروحه وكتاب ألف ليلة وليلة منقحًا وكتب أخرى عديدة جعلت لبيروت بين المستشرقين سمعة طيبة حتى ضربوا المثل بحسن مطبوعاتها. وكان الحظ الأوفى في ذلك للمسيحيين وخصوصًا للكاثوليك.
الجمعيات الأدبية
ومما يحيي الآداب ويبعث همم ذويها الجمعيات الأدبية وقد ذكرنا سابقًا ما أنشئ منها قي بيروت على أن تلك الجمعيات الأدبية انتقض حبلها وتضعضعت أركانها إذ تصدت لها الحكومة المحلية وكانت لا تزال تتصدرها وتتجنس بواطن أصحابها وتسيء الظن بهم فرأوا في شتاتهم خيرًا لهم. وقد سعى مع ذلك الأدباء بإنشاء نوادي أدبية منها الدائرة العلمية المارونية التي عقد أصحابها من أساتذة لحكمة بعض جلسات في السنتين ١٨٨١ و١٨٨٢ ونشرت نبذًا من أعمالها. ولم تطل كذلك حياة دائرة ثانية انتسبت إلى القديس جرجس دبرها الأب يوسف برنيه اليسوعي ثلاث سنوات وأتت ببعض النتائج الحسنة (١٨٨٣ - ١٨٨٦) . وأسس الأمير كان جمعية أخرى مختلطة دعوها بشمس البر تلتئم حتى اليوم في أوقات معلومة وتتلى فيها الخطب في مواضيع شت تستشف من وراء بعضها حرية الأفكار.
المكاتب
وقد ساعد أيضًا على نشر الآداب في جهات الشام وبالأخص في

1 / 194