160

Taariikhda Suugaanta Carabta

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Daabacaha

دار المشرق

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

ثم نشرتها أيضًا مجلة الهلال في سنتها الثالثة عشرة (ص٥١٣ و٥٦٦) ونسبتها إلى اندراوس صوصه.
قيل إن من أشبه أباه ما ظلم. وقد صدق المثل تمامًا في أولاد الشيخ ناصيف اليازجي فإنهم تعقبوا كلهم آثار والدهم. وكان أكبرهم الشيخ حبيب ولد في ١٥ شباط سنة ١٨٣٣ ولما ترعرع وجد أباه كهلًا تام القوة كامل العقل مولعًا بالآداب فدرس عليه كل الفنون العربية. ثم إلى اللغات الأجنبية فأتقن الفرنسوية حتى برع فيها وتعلم غيرها كالإيطالية واليونانية والتركية. وكان يتردد على المرسلين اليسوعيين في بيروت ويستفيد منهم. وتجد اسمه في قائمة الأدباء المنتظمين في الجمعية المشرقية التي أنشئوها سنة ١٨٥٠ واكتشف بعض آثار جناب مكاتبنا يوسف أفندي الياس سركيس (المشرق ١٥ (١٩١٢): ٣٢) ثم تفرع الكتابة وعرّب بعض التآليف الأجنبية منها قصة عادليدة برنزويك. ومنها أيضًا قصة تليماك التي ألفها فنيلون فأجاد في تعريبها إلا أنها لم تطبع وقد طبعت في مصر ترجمة أخرى دونها حسنًا. ومن تأليفه أيضًا كتاب اللامعة في شرح الجامعة فسر فيه الأرجوزة التي ألفها والده في علم العروض والقوافي وكان اسمها الجامعة ود طبع الكتاب سنة ١٨٩٦ في المطبعة الوطنية. وكان الشيخ حبيب عاقلًا لبيبًا رياضيًا وقد اشتغل بالتجارة في آخر عمره وكان في شبابه يحب الشعر وله بعض منظومات منها رثاؤه للطيب الذكر البطريرك مكسيموس مظلوم بقصيدة أولها:
يسرُّ المرءَ إقبالُ الليالي ... وينسى أنّ ذلك للزوالِ
ومنها:
دع الدنيا الغَرورَ وكُنْ مجدًّا ... كحبر الشرق في طلب الكمالِ
هو المظلومُ حين رمى بتاجٍ ... لهُ واعتاض أكفانًا بَوالي
لقد ضُربت بهِ الأمثالُ لمَّا ... غدا الرُّعاة بلا مثالٍ
إلى أن قال:
وفي الإسكندرَّية دُكَّ طودٌ ... فلم تنفكَّ فاقدةَ الجبالِ
ثوى في تربها بدرٌ منيرٌ ... فقد حسدتهُ أفدتهُ الرجالِ
رئيسٌ كان في دنياهُ بحرًا ... فكانت تُجتَنى منهُ اللآلي
لقد أرض الإلهَ بكل أمرٍ ... وأرضى الناس في حُسن الفعالِ

1 / 161