156

Taariikhda Suugaanta Carabta

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Daabacaha

دار المشرق

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

كنا نؤمل أن نَجْني لهُ ثمرًا ... فخَيب الدهرُ منا ذلك الأملا خان الزمان له عهد الصبا وبغى ... عليه داعي المنايا إذ أتى عَجلا قد ألبسوهُ الثياب البيض فاصطبغت ... بُحمرةٍ من دم الدمع الذي انهملا والناس من حولهِ تمشي وقد نكست ... رؤوسها وصراخُ الباكيات علا يا رحمة الله حُلّي فوق تربتهِ ... كما حللت على نعشٍ به حُملا ومن مراثيه ما قاله في موت ابنه حبيب وهو آخر نظمه قاله شهرًا قبل وفاته ولم يتم رثاءه لحزنه: ذهب الحبيبُ فيا حشاشتي ذوبي ... أسفًا عليه ويا دموعُ أجيبي ربيته للبَين حتى جاءهُ ... في جنحِ ليل خاطفًا كالذيبِ يا أيتها الأمُّ الحزينةُ أجملي ... صبرًا فإنَّ الصبرَ خيرُ طبيبِ لا تخلعي ثوب الحداد ولازمي ... ندبًا عليه يليقُ بالمندوبِ هذا هو الغصنُ الرطيبُ أصابَهُ ... سهمُ القضاء فمات غيرَ رطيبِ لا أستحي إن قلتُ نظيرهُ ... بين الرجال فلستُ غر مصيبِ إني وقفتُ على جوانب قبرهِ ... أسقي ثراهُ بدمعي المصبوبِ ولقد كتبتُ له على صفحاتهِ ... يا لوعتي من ذلك المكتوبِ لك يا ضريحُ كرامةٌ ومحبَّةٌ ... عندي لأنك قد حويتَ حبيبي وله يرثي الأمير بشير الشهابي لما توفي الآستانة سنة ١٨٥٠: إذا طلع النهارُ أرى الرجالا ... كما أبصرتُ في الليل الخيالا وأعجبُ كيف تطوي الأرض ناسًا ... لو اجتمعوا بها كانوا جبالا يخونُ الدهرُ شخصًا بعد شخصٍ ... كما ترمي عن القوس النبالا إذا أغلقتَ دون الموت بابًا ... تناول ألف بابٍ كيف جالا ومن حَذَرَ المنية عن يمينٍ ... تدور بهِ فتأخذهُ شمالا من الله سلام على أميرٍ ... دفنا المجد معهُ والجلالا كأنَّ الموت لم يجسر عليهِ ... مجاهرةً ففاجأهُ اغتيالا فتى كالسيف إرهافًا وقطعًا ... ومثل الرمح قدًّا واعتدالا ومثل البدر إشراقًا وحسنًا ... ومثل الغيث جودًا وابتذالا

1 / 157