145

Taariikhda Suugaanta Carabta

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Daabacaha

دار المشرق

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

ولك المعارف غرَّدت أبناءها ... بمدائح الأجداد والأبوَينِ وبديعُ نظمِ كامل في كاملٍ ... من مخلصٍ بالقلب والشفتيَنِ من مُخلص لك في الثناء بدولةٍ ... أضحيت فيها حائزَ الشرَفينِ وختمها بهذا التاريخ: والمجد في علياك قال مؤرخًا ... زمنُ المعارف مُشْرقٌ بحُسَين (١٢٨٩) . أبو السعود أفندي ومن مشاهير أدباء مصر في ذلك الوقت أبو السعود أفندي عبد الله المصري ولد سنة ١٢٤٤ (١٨٢٨) في دهشور قرب الجيزة ودرس في المدرسة الكلية التي أنشأها محمد علي باشا في القاهرة فبرع بين أقرانه. ثم ندبته الحكومة إلى نظارة أعمالها فكان في وقت الفراغ يواصل دروسه ويعكف على التأليف شعرًا ونثرًا. وحرر مدة جريدة وادي النيل وكاتب أدباء زمانه. ونقل بعض كتب الفرنج إلى العربية. ومن تآليفه (كتاب منحة أهل العصر بمنتقى تاريخ مصر) نظم فيه مجمل حوادث تاريخ مصر للجبرتي ووضع تاريخًا لفرنسة ألحقه بتاريخ ولاة مصر من أول الإسلام دعاه بنظم اللآلي. وباشر بترجمة تاريخ عام مطول وسمه بالدرس التام في التاريخ العام طبع منه قسم سنة ١٢٨٩. وكان أبو السعود شاعرًا مجيدًا له ديوان طبع في القاهرة أودعه كثيرًا من فنون الشعر كالمديح والمراثي والفراقيات. ونبغ في المنظومات المولدة كالمواليا والموشحات. وله أرجوزة تظم فيها سيرة محمد علي باشا كثيرة الفوائد بينة المقاصد تبلغ عشرة آلاف بيت. وله غير ذلك مما تفنن فيه وسبق آل عصره توفي أبو السعود أفندي في ربيع الأول سنة ١٢٩٥ (١٨٧٨) . وقد رثاه أحد شعراء وطنه بقصيدة قال في مطلعها: خُلق الهبوطُ مع الصعودْ ... ومع القيام بدا القعودْ إلى أن قال: ليس البكاء لغادةٍ ... أبدتْ لمغرمها الصدودْ لكنَّهُ لمَّا قضى ... ربُّ القريضِ أبو السعودْ من لم يُجبْهُ بدمعِه ... فكأنما نقضَ العهودْ فهو الحريُّ بأن تذو ... ب عليهِ بالأسفِ الكبودْ

1 / 146