[سيف الدولة يوغل في بلاد الروم إلى ما وراء خر شنة]
على [حصن بوقا] (١)، وخرج محمد بن ناصر الدولة للقائه (٢) فأوقع لاون لمحمد ولجماعة (٣) من أصحابه، وقتل منهم زهاء أربعمائة رجل، وأسر خلقا كثيرا، وذلك في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (٤).
[٣٣٩ هـ]
[الروم يوقعون بجيش سيف الدولة ناحية الحدث ويهزمونه]
وفي شهر ربيع الأوّل من هذه السنة فتح الروم مدينة كيليكية (٥) وملكوها وهدموا سورها، وأعطوا أهلها الأمان، وانصرفوا عنها، وتأهّب سيف الدولة للغزو إلى بلد الروم، واستعدّ استعدادا كثيرا، وجمع جموعا عظيمة، ودخل إلى بلد الروم يوم الأحد النصف من ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وأوغل فيه، وبلغ إلى وراء خرشنة (٦) بمرحلتين، وفتح حصون الروم وسبى عددا كثيرا منهم، فلمّا أراد الخروج أخذ الروم عليه الدروب والدرب الذي أراد [أن] (٧) يخرج منه، وهو المعروف بمقطع الأنفار (٨) المسمّى بدرب الكيكرون (٩) بناحية الحدث، فأوقعوا به، ومات جميع من كان معه من المسلمين أسرا وقتلا، وارتجع الروم السّبي الذي كان المسلمون
_________
(١) في الأصل وطبعة المشرق ١١٢ «يوقا»، وما أثبتناه عن النسخة (س). و«بوقا»: قرية في شمالي أنطاكية، قرب الأمانوس. (معجم البلدان ١/ ٧٦٢).
(٢) في النسخة (س) زيادة: «من حلب».
(٣) في النسخة البريطانية «وبمحمد وبجماعة».
(٤) راجع الخبر في: زبدة الحلب ١/ ١٢٠،١٢١.
(٥) في النسخة البريطانية «كبليكيا» وفي نسخة بترو «قليقلا».
(٦) في النسخة البريطانية «خرخشنه». وخرشنه: بفتح أوله، وتسكين ثانيه، بلد قرب ملطية من بلاد الروم. (معجم البلدان ٢/ ٣٥٩).
(٧) إضافة على المطبوع-ص ١١٢.
(٨) في النسخة (س) «الأظفار». وفي ديوان المتنبّي-طبعة ١٩٤٤ - ص ٣٠٠، «فلما وصل إلى عقبة تعرف بمقطعة الأثفار صافّه العدو». وفي كتاب سيف الدولة الذي انتخب نصوصه (كانار) -ص ٩١ «بمقطعة الأنفار».
(٩) في نسختي بترو والبريطانية «الكنكرون». وفي زبدة الحلب ١/ ١٢١ «درب الجوزات» أو «الحوزات». وفي معجم البلدان ١/ ٩٢٧ «ومن طرسوس إلى الجوزات يومان».
1 / 78