التي أنفذهم إليها وفي رقّادة بصنوف من القتل.
[القتال بين الأغالبة والكتاميّين في إفريقية]
وتخوّف بنو الأغلب أنسباؤهم (١) الذين تأخّروا بإفريقية عن المسير مع زيادة الله أن يغدر بهم المهديّ كما غدر بأبي عبد الله وأخيه، وحذروا على نفوسهم، وكان سائرهم في القصر القديم، فوقع يوما بين بعض السّوقة وبين بعض الكتاميّين/٨٩ ب/ وأخرجوهم من القصر القديم وأغلقوا أبوابه وقتلوا جماعة فيه، وأظهروا الخلاف، فأحاط بالقصر القديم جماعة من كتامة، وحاربهم بنو الأغلب وقتلوا منهم عددا كثيرا، وأنفذ المهديّ ففرّق كتامة عنهم وأظهر الإنكار عليهم، فانصرفوا،
[المهديّ يقتل وجوه بني الأغلب ويحبس بعضهم]
وقبض المهديّ بعد مدّة على جماعة من وجوه بني الأغلب وقتلهم ضرّا، وقبض بعد مدّة أخرى على قوم آخرين منهم، فقتل بعضهم، وحبس باقيهم، ولم يزالوا في الحبس إلى أيّام المنصور فأطلقهم.
وجرى أيضا بين بعض الكتاميين وبعض أهل القيروان منازعة برقّادة فقاموا على من كان داخلها من الكتاميين فقتلوا [منهم] (٢) في ساعة واحدة زهاء سبعمائة رجل، وكان الذي فعل ذلك الرعراع (٣) ومن لا يوجد ولا يفرق (٤) إذا طلب فأمسك عنهم هيّنا وصادر جماعة منهم، وقتل آخرين (٥).
وثار من بلد كتامة عبد الله الماوطاني (٦) مع بقيّة المنافقين عليه (٧) وزعموا أنّه المهديّ ونحلوه (٨) النبوّة، وذكروا أنّ الوحي يأتيه، وأنّ الكتب
_________
(١) في الأصل وطبعة المشرق ١٠٩ «ونساءهم»، وفي نسخة بترو «وانسباءهم»، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) إضافة من نسخة بترو وعيون الأخبار ١٢٣.
(٣) كذا، والمراد «الرعاع».
(٤) في نسخة بترو «يعرف»، وفي النسخة البريطانية «من لا يوجد ولا يعرف».
(٥) راجع هذه الأخبار في: الكامل في التاريخ ٨/ ٣١ - ٥٣، وعيون الأخبار وفنون الآثار- السبع الخامس ٣١ - ١٢٣، واتعاظ الحنفا ١/ ٦٨.
(٦) جاء في عيون الأخبار وفنون الآثار-السبع الخامس-ص ١٢٣ انه من بني ما وطنت من أورشية، وفي البيان المغرب ١/ ١٦٦: «المارطيّ» واسمه كادو بن معارك.
(٧) في نسخة بترو زيادة: «من كتامة».
(٨) في الأصل وطبعة المشرق ١٠٩ «وتخلوه» والتصحيح من النسخة البريطانية، ومن عيون الأخبار ١٢٣ وانظر الاتعاظ ١/ ٦٨.
1 / 67