[الإخشيد يمثل أمام المتّقي في الرّقّة فيجدّد ولايته على مصر والشام]
وكان الأخشيد عندما اتصل به توجّه المتّقي إلى الرّقّة قد خرج من مصر قاصدا إلى حضرته، ووصل إليه وهو بالرقّة، فأعظمه المتّقي غاية الإعظام، ووقف الإخشيد بين يديه وقوف الغلمان وفي واسطة صلاحه (١)، وركب المتّقي ومشى الإخشيد بين يديه، وأمره بالركوب، فلم يفعل. وما زال على تلك الحال مختلطا بالناس إلى أن نزل المتّقي من ركوبه، فجدّد ولايته على مصر وأعمالها، والشّامات وأكنافها، والثغور وما والاها (٢)، وجعل ذلك له ولولده بعده ثلاثين سنة بعده. وحمل إليه الإخشيد أموالا وهدايا كثيرة، واجتهد به في المسير معه إلى مصر، فامتنع المتّقي (٣).
[توزون يخلع المتّقي من الخلافة ويحبسه حتى مات]
ولمّا توثّق من توزون انحدر من الرّقّة في الفرات يريد بغداد (٤) ومعه ثلاثة غلمان فقط، فوصل إلى هيت (٥) وأقام بها، وأنفذ قوما إلى توزون حتى جدّدوا عليه الأيمان والعهود والمواثيق (٦)، وعادوا/٨٦ أ/إلى المتقي وعرّفوه أنهم (٧) أحكموا الأمر مع توزون، فردّهم المتّقي ومعهم غيرهم ليزيدوا في
_________
= بعدها، ومآثر الإنافة ١/ ٢٩٦، وتاريخ ابن خلدون ٣/ ٤١٤ وما بعدها، ومروج الذهب ٤/ ٣٤١،٣٤٢، والنجوم الزاهرة ٣/ ٢٧٨، وتاريخ الخلفاء ٣٩٥، وتاريخ الأزمنة ٥٥.
(١) في النسخة البريطانية «وفي وسطه سلاحه» وهو الأصحّ.
(٢) في نسخة بترو زيادة «والعرمين وما حذها».
(٣) راجع هذا الخبر في: تكملة تاريخ الطبري ١٤١، وتجارب الأمم ٢/ ٦٧،٦٨، والعيون والحدائق-ج ٤ ق ٢/ ١٤٢ - ١٤٤، وكتاب الولاة والقضاة ٢٩٢، وولاة مصر ٣٠٩، ومروج الذهب ٤/ ٣٤١، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٧٢، والكامل في التاريخ ٨/ ٤١٨، وزبدة الحلب ١/ ١٠٧، ونهاية الأرب ٢٣/ ١٧٦، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٩١، وتتمة المختصر ١/ ٢٧٦، والعبر للذهبي ٢/ ٢٢٩، ودول الإسلام ١/ ٢٠٥، والبداية والنهاية ١١/ ٢١٠، وتاريخ ابن خلدون ٣/ ٤١٨، والنجوم الزاهرة ٣/ ٢٥٤،٢٥٥، وتاريخ الخلفاء ٣٩٦.
(٤) في نسخة بترو زيادة: «يوم الأربعاء بقين (؟) من المحرّم سنة ٣٣٣».
(٥) في الأصل، وطبعة المشرق ١٠٠ «هبيب» وفي النسخة البريطانية «هنب»، وكلّها غلط، والصحيح ما أثبتناه عن معجم البلدان ٥/ ٤٢٠،٤٢١ وهي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار.
(٦) في نسخة بترو زيادة: «ورسم لهم إعلامة بأنه قد لقّبه بالمظفّر».
(٧) في نسخة بترو «أنهم قد».
1 / 46