أقوى الأسباب في تملك الخانية وانقراض السامانية
وفى هذا الشهر ورد الخبر بأن بغرا خاقان [1] قصد بخارا واستولى عليها ودفع ولد أبى القاسم نوح بن منصور عنها.
وحدثني أبو الحسين ابن زيرك قال: حدثني أبو الحسين ابن اليسع التميمي الفارسي وكان من أعيان التجار قال:
كنت ببخارا حين وردت عساكر الخانية فصعد خطباء السامانية إلى منابر الجوامع واستنفروا الناس وقالوا عن السامانية قد عرفتم حسن سيرتنا فيكم وجميل صحبتنا لكم وقد أطلنا هذا العدو وتعين عليكم نصرنا والمجاهدة دوننا، فاستخيروا الله تعالى فى مساعدتنا ومضافرتنا.
وأكثر أهل بخارا حملة سلاح وأهل ما وراء النهر كذلك. فلما سمع العوام ذلك قصدوا الفقهاء عندهم واستفتوهم فى القتال فمنعوهم منه وقالوا:
- «لو كان الخانية ينازعون فى الدين لوجب قتالهم فأما المنازعة [2] فى الدنيا فلا فسحة لمسلم فى التغرير بنفسه والتعرض لإراقة دمه. وسيرة القوم جميلة وأديانهم صحيحة واعتزال الفتنة أولى. فكان ذاك من أقوى الأسباب فى تملك الخانية وهرب السامانية وانقراض ملكهم ودخل الخانية بخارا فأحسنوا السيرة ورفقوا بالرعية.
وفيه ورد أبو الحسن محمد بن أحمد بن علان العارض من فارس لتجريد الغلمان إلى هناك واجتمع الشريف أبو الحسن ابن يحيى والمناصح أبو الهيجاء والسعيد أبو طاهر وأبو الحسن ابن علان فى دار أبى نصر سابور. فأحضروا
Bogga 438