ففعلت ذلك وحضر الدار سرا وشاهد وندرين وخرج من فوره إلى وندرش بن خواجه بن سياهجنك فقال له:
- «عندي نصيحة تتعلق بالدولة وفيها لوالدك زيادة جاه ومنزلة. فان أحسن إلى وقربنى وجعلني من خواجائية الديلم وخلع على وقدمنى، أخبرته بها.» فحمله وندرش إلى خواجه [20] أبيه حتى توثق منه فيما اشترطه لنفسه ثم حدثه حديث وندرين. وكان الوقت ليلا فأشفق أبو موسى خواجه بن سياهجنك من تزايد الأمر وظهور الفساد وأنفذ وندرش وسياهجنك ابنيه وجماعة من خواصه إلى دار حبنة حتى كبسوها وقبضوا على وندرين وحملوه إليه فقتله.
ووفى لأبي الفضل بما كان وعده وكان هذا ابتداء أمر أبى الفضل وتقدمه حتى انتهت به الحال الى ما سنورده فى موضعه.
وعرف أبو موسى خبر جوامرد أبى ذرعانى، فقبض عليه واستأذن الموفق فى أمره، فرسم له اعتقاله.
قال أبو نصر:
فلما حصل الموفق بفسا أحضر جوامرد ليلا وقال له:
- «قد سلمت اننى مننت عليك بنفسك أولا بشيراز وثانيا عند ما ظهر من إفسادك فى هذه الدفعة، والآن فإن كان فيك خير وعندك مقابلة لهذه الصنيعة [1] فعلت بك المنزلة العالية الرفيعة.
قال له:
- «فيما أمرتنى به وجدتني عند إيثارك ورضاك فيه.» قال: أفرج عنك سرا وتمضى إلى ابن بختيار وتظهر له أنك جئته هاربا
Bogga 416