298

Kitaabka Taariikhda

كتاب التأريخ

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

وروي آخرون أن القرآن نزل لعشرين ليلة خلت من شهر رمضان وروي جعفر بن محمد أنه قال إن الله لم يبعث قط نبيا إلا بما هو أغلب على أهل زمانه فبعث موسى بن عمران إلى قوم كان الأغلب عليهم السحر فأتاهم بما ضل معه سحرهم من العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم وانفلاق البحر وانفجار الحجر حتى خرج منه الماء والطمس على وجوههم فهذه آياته وبعث داود في زمن أغلب الأمور على أهله الصنعة والملاهي فألان له الحديد وأعطاه حسن الصوت فكانت الوحوش تجتمع لحسن صوته وبعث سليمان في زمان قد غلب على الناس فيه حب البناء واتخاذ الطلسمات والعجائب فسخر له الريح والجن وبعث عيسى في زمان أغلب الأمور على أهله الطب فبعثه بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وبعث محمدا في زمان أغلب الأمور على أهله الكلام والكهنة والسجع والخطب فبعثه بالقرآن المبين والمحاورة

وفاة خديجة وأبي طالب

وتوفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين ولها خمس وستون سنة ودخل عليها رسول الله وهي تجود بنفسها فقال بالكره مني ما أرى ولعل الله أن يجعل في الكره خيرا كثيرا إذا لقيت ضراتك في الجنة يا خديجة فاقرئيهن السلام قالت ومن هن يا رسول الله قال إن الله زوجنيك في الجنة وزوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثوم أخت موسى فقالت بالرفاء والبنين ولما توفيت خديجة جعلت فاطمة تتعلق برسول الله وهي تبكي وتقول أين أمي أين أمي فنزل عليه جبريل فقال قل لفاطمة إن الله تعالى بنى لأمك بيتا في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا صخب

وتوفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام وله ست وثمانون سنة وقيل بل تسعون سنة ولما قيل لرسول الله إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات ثم قال يا عم ربيت صغيرا وكفلت يتيما ونصرت كبيرا فجزاك الله عني خيرا ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول وصلتك رحم وجزيت خيرا وقال اجتمعت على هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشد جزعا يعني مصيبة خديجة وأبي طالب وروي عنه أنه قال إن الله عز وجل وعدني في أربعة في أبي وأمي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية

Bogga 35