Taariikhda Abuu Zurca Dimishiqi

Abu Zurʿa al-Dimashqi d. 281 AH
226

Taariikhda Abuu Zurca Dimishiqi

تاريخ أبي زرعة الدمشقي

Baare

رسالة ماجستير بكلية الآداب - بغداد

Daabacaha

مجمع اللغة العربية

Goobta Daabacaadda

دمشق

فَسَرَّهُ رَغْبَتُهُمَا فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: أَجْلِسْهُمَا يَا عَمْرُو وَامْنَعْهُمَا مِنْ حَمْلِ السَّيْفِ. قَالَ عَمْرٌو: فَفَعَلْتُ. فَبَلَغَهِ أَنَّهُمَا يَنْطِقَانِ فِي الْقَدَرِ، فَدَعَاهُمَا، فَقَالَ: أَعِلْمُ اللَّهَ نَافِذٌ فِي عِبَادِهِ أَوْ مُنْتَقِضٌ؟ قَالَا: بَلْ نَافِذٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَفِيمَ الْكَلَامُ. فَخَرَجَا، ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أَسْرَفَا، فَقَالَ: مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي تَنْطِقَانِ فِيهِ؟ قَالَا: نَقُولُ مَا قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: " هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًَا مَذْكُوْرًَا ... " إلى " ... وإما كفورا " ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ عُمَرُ، اقْرَأْ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: " يُدخل منْ يشاء في رحمته "، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَرَى يَا ابْنَ الْأَتَانَةِ؟ تَأْخُذُ الْفُرُوعَ، وَتَدَعُ الْأُصُولَ ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَرَضِهِ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أسرفا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقَالَ: أَلَمْ يَكُنْ فِي سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ - حِينَ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ - أَنَّهُ لَا يَسْجُدُ؟، قَالَ عَمْرٌو: فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِمَا بِرَأْسِي، قُولَا: نَعَمْ. فَقَالَا: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِمَا، وَالْكِتَابُ إِلَى الْأَجْنَادِ بِخِلَافِ مَا قَالَا. فَمَاتَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ تُنَفَّذَ تلك الكتب.

1 / 372