ومن الحكايات الغريبة من انقياد أهل الشام لمعاوية أنه لما قتل عمار بن ياسر في معركة صفين الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (( عمار جلدة ما بين عيني وأنفي )) ويقول: (( ويح عمار تقتله الفئة الباغية.. )) فقال لهم عمرو بن العاص إنما قتله على بن أبي طالب لأنه الذي أخرجه (1) أن عقولهم السخيفة وضلالتهم العمياء هم ومن تبعهم قد قادتهم إلى أن يركنوا لقول عمرو بن العاص.
يقول المسعودي في مروج الذهب متحدثا عن بني أمية: (( ثم ارتقى بهم الأمر إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليه الصغير ويهلك عليها الكبير.. )).
ثم أضاف قائلا: وذكر بعض الإخباريين أنه قال لرجل من أهل الشام من زعمائهم وأهل الرأي والعقل منهم: من أبو تراب هذا الذي يلعنه الإمام على المنبر؟
قال: أراه لصا من لصوص العرب (2) .
* أما جانب الترهيب: فقد عاثوا في الأرض فسادا وأعلن معاوية أنه ولي الله في الأرض يملك ثرواتها وخيراتها ويعطي من أراد، ويمنع من أراد، فنشأ مذهب الجبر والقدر من ذلك اليوم وكان مصير أهل البيت وأتباعهم المؤمنين على أيديهم فقتل معاوية المؤمن الصابر حجر بن عدي وأصحابه (( صبرا )) (3) وأرسل بسر بن أرطأه إلى الحجاز واليمن ليقتل كل من كان في طاعة علي (ع) فقتل الكثير والكثير .. حتى ذبح طفلين لعبيدالله بن العباس في صنعاء وهما على مصحفهما.
Bogga 51