كما اهتم المؤيد بالله (ع) بالنواحي الإدارية فكان يتفقد رعيته، ويأمر برفع المظالم إليه، ويرسل إلى ولاته وقضاته يوصيهم بالرفق بالرعية، والإحسان إلى الفقراء والمساكين.
كذلك اهتم المؤيد بالله (ع) بأمر الأمة الإسلامية، فراسل ملوك وأمراء العرب، يوصيهم فيها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الشعائر والحدود الإسلامية، فأرسل إلى أمراء العرب داخل الجزيرة العربية، وإلى ملك المغرب يحثهم على إقامة أمور الإسلام، ووردت الكتب من أمراء البحرين والبصرة وغيرها على الإمام ومن ملك الهند يطلبون إقامة علاقات معه، وكذلك من امبراطور الحبشة فاسلداس بن سينوس (1).
وكان يساعده في حكم الولايات أخوته: الحسن بن القاسم الذي كان الساعد الأيمن لأخيه الإمام وكان له من الشهرة والعلم والفضل والكرم ماحببه إلى قلوب الشعب، وكان قائدا عسكريا شجاعا، جاهد مع والده (ع) حتى أسر سنة (1022 ه)، وبقي في الأسر إلى أن استطاع أن يهرب ويخرج خفية من سجن العثمانيين سنة (1031 ه)، ليتولى قيادة الجيش ويهزم الدولة العثمانية، وتوفي (ع) سنة (1048 ه) بضوران، وهي المدينة التي شيد أركانها في البداية، وله من العمر إحدى وخمسون سنة.
وكذلك ساعده أخوه الأمير الحسين، والذي نشأ منذ الصباء على طلب العلم والجهاد، ونبغ في جميع العلوم، ومن أشهر مؤلفاته كتاب «الغاية وشرحها» ألفه وهو في ساحات القتال يجاهد في سبيل الله، توفي (ع) سنة (1050 ه) في مدينة ذمار.
وهكذا كان المؤيد بالله (ع) لم تشغله حروبه المستمرة عن نشر العلم، وتوفير سبل التعليم، وتنظيم البلاد، وإقامة الحدود، وحسن السيرة في الرعية لافرق بين طائفة وأخرى أو مذهب وآخر، مما جعل الكل يتفانون في محبته وطاعته، حتى توفي (ع) في شهارة سنة (1054 ه).
Bogga 225