ومل الجنود العثمانيون من ولاتهم، فأخذوا يتسللون إلى الإمام القاسم (ع) وينضمون إليه، وتم عزل جعفر باشا (1)، وتم تعيين محمد باشا، وبدأت مرحلة جديدة من مراحل الجهاد المسلح بين الإمام ومحمد باشا، وخاب أمل محمد باشا فيما كان يرجوه من الانتصارات فوافق على الصلح لمدة عشر سنوات، وتم عقد الصلح في سنة (1028 ه)، وعادت للإمام كل المناطق التي كان يحكمها وتم إطلاق الأسرى من الجانبين، وكان عددهم حوالي مائتين وأربعين من أصحاب الإمام (ع).
أما الحسن (ع) فقد رفض الوالي أن يطلقه بحجة أن جعفر باشا قد رفع أمره إلى الأستانه ولابد من أذن من هناك لإطلاقه، إلا أنه مستعد لإطلاقه إذا تنازل له الإمام عن بلاد القذف في بني شهاب غرب صنعاء.
ونظرا لقربها من صنعاء وكثرة خيراتها بالنسبة للباشا فلم يرض الإمام بذلك لما في ذلك من المصلحة لأهل البلاد،، وفضل بقاء ولده أسيرا على تسليم تلك البلاد للعثمانيين (2).
وانتقل الإمام من وادعة إلى شهارة، وقدم عليه الأسرى من صنعاء، ومن جانبه أطلق الإمام ماعنده من الأسرى بعد أن كساهم جميعا وزودهم بالمال والزاد، وكانوا فوق الأربعمائة (3)، وانسحب الجنود العثمانيون إلى صنعاء، واستقرت الأوضاع، وحقق الإمام مكسبا كبيرا بهذا الصلح كان سببا في جلاء العثمانيين عن اليمن.
Bogga 218