197

إلى آخرها. وله في الزهد قصيدته المشهورة التي يقول فيها:

دعيني أطفي عبرتي مابداليا * وأبكي ذنوبي اليوم إن كنت باكيا

لعل البكاء يشفي من الوجد بعضه * إذا لم يكن للكل من ذاك شافيا

وأشفي غليلا في فؤادي بالبكاء * وإن قال جهال من الناس ماليا

ولن يسلم المحزون من عضة القضاء * إذا كانت الأحزان تنفي كماهيا

فقد مات همام لوعط إمامه * وصادف قلبا للمواعظ واعيا

وليس عجيبا إن بكيت ولو دما * وأذهب دمعي من بكائي الأماقيا

إلى قوله:

فيا عجبا من غافل غير عاقل * يجدد من دنياه ما صار باليا

ويعمر ما قد خرب الدهر قبله * ويتبع تسويفا له وأمانيا

ومن هرم يزداد ضعفا وذلة * وآماله ترمي بهن المراميا

إلى قوله:

فيا أيها المغرور أقصر عن الهوى * وأقبل إلى التقوى ولا تك لا هيا

وكن جاهدا في طاعة الله ربنا * تفز بالذي تهوي ولا تك عاصيا

فلو لم يكن غير الممات ووحشة ال * قبور وكون المرء في القبر جاثيا

وماذا يلاقي من نكير ومنكر * لكان لنا هذا من الشر كافيا

كفى بالبلاء والموت زاجرا * وبالتثبيت عن فعل المظالم ناهيا

إلى آخرها وهي مذكروة في الحدائق الوردية 2/121 122.

ومن قصيدة قالها في حال صغره وهو يتعلم القرآن تصور البيئة الصالحة التي كان يحياها (ع) منها:

إذا أعطيت نفس الفتى قوتها الذي * حياها به رب العباد اطمأنت

وماتت ولم تغلبه إن كان غافلا * وعادت إلى التقوى وصامت وصلت

وإن هي لم تعط الذي جبيت به * من الرزق أمست في الهموم وظلت

وكان قصارى أمرها أن تردها * إلى جهلها قسرا، وخابت وظلت

وما تعبت نفس وهانت وانصبت * وذلت لرب الناس إلا وعزت

فيارب فارزقني اليقين فإنه * وتقواك رأس الدين واجعله عدتي

وزدني علما نافعا وتوفني * شهيدا ولا تدحض بعدلك حجتي

وكفر ذنوبي رب واغفر خطيئتي * وإن عظمت يوما لديك وجلت

Bogga 198