184

يطعم الفقراء والمساكين ويأمر بإدخال الأيتام والمساكين عليه فيفت لهم الطعام بيده ويأكل معهم، أمر صاحب بيت المال أن يطعم الطوافين عليه من الفقراء والمساكين في الصباح والمساء، وأمر لهم بكسوة من بيت المال شتاء وصيفا لايحتجب عن أحد، يقف ينتظر ظلامة المظلومين، ويأخذ لهم حقوقهم، يهتم ويعتني بأهل الذمة، وكان يقول لهم: «من آذاكم فأعلموني به ومن اطلع على محرمكم أو تعرض لكم أحللت به ما أحل بمن نكث عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» (1).

يسلم على الصغير والكبير، ويقف لهم ويلاطفهم، ويقضي حوائجهم، ورعا زاهدا، لم يأخذ مما جبت له اليمن شيئا، وإنما كان يأكل مما جاء به من الحجاز، وكان يقول: «والله الذي لاإله إلاهو ما أكلت مما جبيت من اليمن شيئا ولاشربت منه الماء، والله يعلم ما أقول» (2). ويروى أنه توضأ يوما ثم مسح وجهه بخرقة فقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون، هذه الخرقة من العشر فسألوه في ذلك. فقال: «مايحل لنا أن نمسح به وجوهنا ولانستظل به من الشمس» (3).

يقف ينتظر ظلامة المظلومين ومن ذلك أنه وقف يوما للناس فغلبه النوم فدخل لينام، فعاد أحد أصحابه فإذا هو في مكانه قد رجع فقال: يا ابن رسول الله ألم تكن أردت النوم؟ فقال (ع): دخلت وهممت بذلك فقلت مايؤمنني أن ببابي طالب حاجة أو مظلوما فأكون قد أثمت فخرجت على الفور.

وكان يقول لغلامه: أوصل إلى كل ضعيف، ولاتحرقني وتحرق نفسك بالنار فقد نسخت الأمر من عنقي إليك.

Bogga 185