ويروى أنه بات ليلة من الليالي ومعه بعض الصالحين فبات ذلك الرجل يعبد الله عز وجل والمؤيد بالله (ع) بالقرب منه، فلما طلع الفجر قام المؤيد بالله (ع) للصلاة. فقال الرجل أيها السيد أتصلي بغير وضوء؟ فقال (ع) لم أنم في هذه الليلة شيئا وقد استنبطت سبعين مسألة (1).
إن هذا العلم الجم، والنهج القويم، والطريقة الحسنة أو غرت صدور الحاقدين والمفسدين عليه، وحاولوا أن ينالوا من شخصيته (ع) فكان الله سبحانه وتعالى يعاجلهم بالعقوبة السريعة على مقولاتهم وأفعالهم.
ومن ذلك أنه في يوم أسره لما أثخنته الجراح وقبض عليه لطمه رجل من الجند فاسودت يداه وأكلتهما الآكلة حتى ذهبتا ومات.
وفي يوم من الأيام والإمام في أحد المجالس، قال بعضهم: إن أفعال المؤيد بالله (ع) للدنيا فقط، وليس لله سبحانه وتعالى. فقال أبو عمر الجرجاني: ذلك أبوه علي بن أبي طالب كان يحارب معاوية وعائشة للدنيا لا للآخرة. وفارق ذلك المجلس وعاد إلى بيته، فأصابه الفالج ومات.
وقال بعضهم إن هذا القاضي الكاذب يريد المؤيد بالله (ع) خرب داري، وعلم (ع) بذلك فقال: (اللهم خذه مفاجأة ولا ترزقه الشهادة). وعن قريب استلقى ذلك الرجل على قفاه فإذا هو ميت من غير وصية ولا شهادة (2).
وقد بقي (ع) طوال حياته رافعا شعار العدالة، ومنار الإسلام حتى لقي ربه سعيدا، فائزا، رشيدا سنة 414ه. وفيه وفي الإمام الهادي (ع) يقول الشاعر:
عرج على قبر بصعدة * وابك مرموسا بلنجا
وأعلم بأن المقتدى بهما * سيبلغ ما ترجا
Bogga 166