138

Taariikh

التاريخ

Noocyada

توجه الشماخ إلى المغرب ووصل مدينة (وليلى) مقر الإمام إدريس (ع) واتصل بإدريس بن عبدالله (ع) وتظاهر عنده بالنسك والصلاح، وأخبره أنه من محبي وأتباع أهل البيت (ع) وأنه لما ترامى إلى مسامعه خبره قرر الرحيل إليه ليعيش تحت رعايته وعدله، فأنس به إدريس (ع) لما رأى عليه من علامات النسك والصلاح، وقربه إليه وأكرمه، وأخذ الشماخ يترقب الفرصة السانحة لاغتيال الإمام إدريس بن عبدالله إدريس بالسم، فلم يتهيأ له ذلك، إذ كان راشد لا يفارق الإمام إدريس (ع)، وظل سليمان منتظرا إلى أن غاب راشد ذات يوم في بعض شئونه، فدخل الشماخ على إدريس كعادته للمدارسة والمحادثة، ثم أهدى الإمام إدريس بن عبدالله قارورة طيب وأخبره أنه جاء بها من المشرق ليتطيب بها ثم قال: إني رأيت هذه البلاد ليس بها طيب، فخذها لك وقد آثرتك على نفسي، وهو من بعض ما يجب لك علي، وأخرجها من وعاء وأعطاها الإمام إدريس (ع). فأخذ إدريس (ع) القارورة وشمها، وكانت القارورة مسمومة، فلما استنشق إدريس الطيب صعد إلى خيشومه، ووصل دماغه وسقط مغشيا عليه لا يعقل شيئا، وظل إدريس (ع) في غشيته إلى الليل ثم قضى نحبه وانتقل إلى جوار ربه شهيدا سعيدا وذلك في أول ربيع الآخر سنة 177ه . وحصل الشماخ على مراده، فخرج من عند إدريس وسار إلى منزله وركب فرسا قد أعده لذلك.

وعندما عاد راشد انتبه إلى غياب الشماخ فعلم أنه سم الإمام إدريس (ع) فركب في طلبه حتى أدركه، فضربه بالسيف وقطع يده، ولكنه لم يستطع الإجهاز عليه، إذ نجا بالشماخ فرسه، واستطاع الإفلات من الموت، وواصل سيره إلى بغداد، فولاه الرشيد بريد مصر (1).

البربر بعد موت إدريس:

Bogga 138