118

Taariikh

التاريخ

Noocyada

ولكن العباسين قطعوا عليهم نهر الكوفة فعظم على أبي السرايا وأصحابه ذلك وتجهزوا لمنازلة هرثمة وجنوده، بيد أن الحاجز الذي عمله العباسيون انبثق فعاد الماء. ثم دارت أولى المعارك بين الفريقين انهزم فيها العباسيون وعبروا الفرات فعاد أبو السرايا إلى الكوفة وعلم من عيونه أن هرثمة يريد معاودة الهجوم عليه في سبعة ذي القعدة فخرج بالناس إلى الرصافة. وأقبلت الجنود العباسية ودارت معركة رهيبة كان فيها أبو السرايا كالأسد الهادر وانهزم العباسيون وأسر عبد سندي (هرثمة بن أعين) ولم يعلم أبو السرايا بأسر هرثمة وصاح أبو السرايا في جنوده: لا تتبعوهم، واحذروا كرتهم بعد الفرة فإن العجم قوم دهاة. ولكن لم يستمع له أصحابه فتبعوا القوم وكان عبدالله بن الوضاح قد بقي ومعه خمسة آلاف جندي خلف القوات العباسية، ولما عرف الهزيمة وصياح الناس: قتل الأمير، قتل الأمير. ثبت ومعه طائفة من المنهزمين وكروا على أهل الكوفة وهم مشغولون بالأسرى والغنائم فوجدوا هرثمة أسيرا فقتلوا العبد وفكوا أسره، وعادوا إلى معسكرهم وبقيت الحرب بعد ذلك بينهم فترات متقطعة عدة أيام.

هجوم أبي السرايا

وبعد ذلك بعث أبو السرايا أحد قواده وهو (علي بن محمد البصري) ووجهه في خيل خلف معسكر هرثمة وهجم هو من الأمام وأحاطوا بالعباسيين فأيقن هرثمة بالهزيمة فصاح: (( يا أهل الكوفة اتقوا الله في دمائنا ودمائكم، إن كان قتالكم إيانا كراهة لإمامنا فهذا المنصور بن المهدي رضا لنا ولكم نبايعه، وإن كرهتم إلا إخراج الأمر من ولد العباس فانصبوا إمامكم، واتفقوا معنا يوم الإثنين نتناظر فمن وجبت له الحجة بايعناه جميعا، ولا تقتلونا وأنفسكم )) (1).

Bogga 118