116

Taariikh

التاريخ

Noocyada

الإمام محمد بن محمد بن زيد بن علي (ع) جمع أبو السرايا الناس في اليوم الثاني ونعى محمدا وأخبرهم بوصيته فنظر بعضهم إلى بعض ولم يتكلم أحد فقام محمد بن محمد بن زيد وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة سنة وقال: (يا آل علي فات الهالك فنجا، وبقي الباقي فلزمه النظر إلى دين الله، إن دين الله لا ينصر بالفشل، وعدوا الله لا يدفع بالتخاذل، ثم التفت إلى علي بن عبيدالله وقال: فما تقول يا أبا الحسن فقد رضيناك وقبلنا وصية أبي عبدالله (ع) أمدد يدك نبايعك؟ فقال علي (ع): ما أرد وصيته تهاونا بأمره، ولا أدع القيام بهذا الأمر نكولا عنه، ولكني أتخوف أن أنشغل به عن غيره) (1) . وطلب من محمد بن محمد قبول البيعة، وسأل أبو السرايا عن رضاه فقال: رضاي رضاك، وقولي قولك، فجذبوا يد محمد بن محمد بن زيد(ع) وبايعوه جميعا.

بعد ذلك بعث محمد بن محمد بن زيد (ع) ولاته على الأمصار فتوجه إبراهيم بن موسى بن جعفر إلى اليمن وتوجه الحسن بن الحسن بن الأفطس إلى مكة وتوجه زيد بن موسى بن جعفر إلى الأهواز وتوجه العباس بن محمد إلى البصرة ودانت له تلك الأمصار، وردت عليه كتب أهل الشام والجزيرة أنهم ينتظرون من يوجه إليهم رسولا يسمعون له ويطيعون (2).

موقف الحسن بن سهل

كان الحسن بن سهل كما تقدم قد استأثر بالوزارة فلم يبق للمأمون معه سلطة تذكر، وعظم عليه أمر الدعوة الهاشمية والهزائم المتلاحقة التي مني بها، فرأى أن يتصل بقائدي ثورة المأمون على أخيه. طاهر بن الحسين، وهرثمة بن أعين.

فأرسل إلى طاهر بن الحسين يطلبه النصر فرفض طاهر ورد عليه بكتاب فيه أبيات يقول بعضها:

قناع الشك يكشفه اليقين

تثبت قبل ينفذ منك أمر

أتندب طاهرا لقتال قوم

وأفضل كيدك الرأي الرصين

يهيج بشره داء دفين

بنصرتهم وطاعتهم يدين

إلى آخرها (3) .

Bogga 116