248

Targhib Wa Tarhib

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Daabacaha

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Goobta Daabacaadda

مصر

سيئةً، ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود (١) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
الترغيب في كثرة السجود وكثرة الدعاء فيه
٥ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه ﷿ وهو ساجد: فأكثروا الدعاء. رواه مسلم.
٦ - وعن ربيعة بن كعبٍ ﵁ قال: كنت أخدمُ النبى ﷺ نهارى، فإذا كان الليل آويت إلى باب رسول الله ﷺ فَبِتَّ عنده فلا أزال أسمعه يقول: سبحان الله، سبحان الله، سبحان ربى حتى أمل أو تغلبنى عينى فأنام، فقال يومًا يا ربيعة: سلنى فأعطيك؟ فقلت: أنظرنى حتى أنظر، وتذكرتُ أن الدنيا فانية منقطعة، فقلت: يا رسول الله أسئلُكَ أن تدعو الله أن ينجينى من النار، ويُدخلنى الجنة، فسكت رسول الله ﷺ، ثم قال: من أمرك بهذا؟ قلت ما أمرنى به أحد، ولكنى علمت أن الدنيا منقطعة فانية، وأنت من الله بالمكان الذى أنت منه فأحببت أن تدعو الله لى، قال: إنى فاعلٌ فأعنى على نفسك بكثرة السجود (٢).
رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن إسحق واللفظ له، ورواه مسلم وأبو داود مختصرا، ولفظ مسلم قال:

(١) الصلاة لله تعالى. ينصح النبى ﷺ المسلمين بأداء الفرائض، وزيادة النافلة، وكثرة التضرع إلى الله جل وعلا، ولن تجد أقرب مكان لإجابة الدعاء من السجود والخضوع إليه جل وعلا، وإظهار التذلل، والاحتياج للقادر العظيم.
(٢) المراد - والله أعلم - أن تكثر من الصلاة، وتتذلل إلى المولى، عسى أن يجيب طلبك ويقيك شر النار. (فأعنى على نفسك) هذا أمر الرسول ﷺ لربيعة بن كعب ﵁. تأمل فيه أيها المسلم وافقه معناه، وترو في مغزاه: خادم أحسن إلى سيده في خدمته، والمخدوم مثال الأدب وعنوان الكمال وخير من يكافئ ويجازى، فيقول ﷺ: (سلنى فأعطيك) فطلب الخادم دعوة صالحة فوزًا بالجنة ونجاة من النار. لماذا؟ لأنه كما قال: (علمت أن الدنيا منقطعة فانية، وأنت من الله بالمكان الذى أنت منه) شهادة طيبة ورجاء مجاب وإخلاص في المحبة، ولكن السيد المجتبى أرشده إلى العناية في إتمام صلاته والزيادة فيها، والتغالى في حسن أدائها لأن فيها سجودا وخشوعا لله، وذلك آداب إجابة الدعاء.
ماذا تنتظر ياتارك الصلاة؟ ألا تستحى أن تطلب من ربك شيئا وأنت مخالف أوامره وكتاب الله يتكرر فيه: (أقيموا الصلاة)؟.انظر إلى نعم الله عليك: صحة، عينان، اذنان، رأس مفكر، عقل حركة، خيرات، وهكذا: فماذا أعددت لشكر الله وحمده، والثناء عليه. قال الشاعر:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه ... هذا لعمرى في القياس شنيع
لو كان حبك صادقًا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع

1 / 249