195

Targhib Wa Tarhib

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Daabacaha

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Goobta Daabacaadda

مصر

الطبراني في الأوسط.
١٠ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: إن مِمَّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علمًا علمه ونشره، أو ولدًا صالحًا تركه، أو مصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناهُ، أو بيتًا لابن السبيل بناهُ، أو نهرًا أجراهُ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه (١) من بعد موته. رواه ابن ماجه واللفظ له، وابن خزيمة في صحيحه، والبيهقى، وإسناد ابن ماجه حسن، والله أعلم.
الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تجميرها
١ - عن أبي هريرة ﵁ أن امرأةً سوداء كانت تَقُمُّ المسجد ففقدها رسول الله ﷺ، فسأل عنها بعد أيام، فقيل له إنها ماتت، فقال: فهلا (٢) آذنتمونى، فأتى قبرها فصلى عليها. رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بإسناد صحيح، واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال:
إن امرأةً كانت تلقط الخِرَقَ، والعيدان من المسجد:
٢ - ورواه ابن ماجه أيضا وابن خزيمة عن أبي سعيدٍ ﵁ قال: كانت سوداء تَقُمُّ المسجد، فتوفيت ليلًا، فلما أصبح رسول الله ﷺ أُخبرَ بها

= رسول الله ﷺ أن يأتيهم فأتاهم، فصلى فيه فحسدتهم إخوانهم بنو غنم بن عوف، فبنوا مسجدًا على قصد أن يؤمهم فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام، فلما أتموه أتوا رسول الله ﷺ، فقالوا: إنا قد بنينا مسجدًا لذى الحاجة، والعلة، والليلة المطيرة، والشاتية، فصل فيه حتى نتخذه مصلى، فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت. فدعا بمالك بن الدخشم، ومعن بن عدى، وعامر بن السكن، والوحشى، فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه ففعلوا، واتخذ مكانه كناسة.
مسجد يبنى لتقوية الكفر الذى يضمره أولئك المنافقون المفرقون الجماعة، ويترقبون حضور ذلك الراهب الذى قال لرسول الله صلىلله عليه وسلم يوم أحد: لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك، فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين حتى انهزم مع هوازن، وهرب إلى الشام ليأتى من قيصر بجنود يحارب بهم رسول الله ﷺ، ومات بقنسرين وحيدا. يحلف الملحدون ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الخصلة الحسنى، أو الإرادة الحسنى، وهى: الصلاة، والذكر، والتوسعة على المصلين، ويشهد الله أنهم كاذبون في حلفهم. إن كل عمر لغير الله يضرب به عرض الحائط. فأرجو من مؤسسى المساجد أن يقصدوا ثواب الله فقط، وإياهم وحب الإطراء والثناء.
(١) ينال ثواب نعيمها.
(٢) في نسخة: هلا بالتخفيف.

1 / 196