Tarbiyada iyo Waxbarashada Islaamka
التربية والتعليم في الإسلام
Noocyada
94
ومحمد بن موسى الخوارزمي المترجم يصفه القفطي بأنه «كان منقطعا إلى خزانة الحكمة للمأمون، وهو من أصحاب علم الهيئة.»
95
وموسى بن شاكر المهندس وبنوه الثلاثة محمد وأحمد والحسن العلماء المشهورون بعلم الحيل والرياضيات والهيئة كانوا من التراجمة الأفاضل الذين نشئوا في تلك الدار. يقول ابن القفطي: إن المأمون اعتنى بأولاد موسى الثلاثة فوصى بهم إسحق بن إبراهيم المصعبي وأثبتهم مع يحيى بن أبي منصور في بيت الحكمة، وكانت كتبه ترد من بلاد الروم إلى إسحق بن إبراهيم المصعبي بأن يراعيهم ويوصيه بهم ويسأل عن أخبارهم حتى قال: جعلني المأمون داية لأولاد موسى ... فخرج بنو موسى نهاية في علومهم ...
96
فهذه الأخبار كلها تجعلنا نذهب إلى أن تلك الدار كانت خزانة حكمة، ومقر حركة للنشاط والعلم والترجمة في عهد المأمون.
أما المواد التي كانوا يهتمون بها في تلك الدار فهي - في الأغلب - المواد الحكمية من فلسفة وطب وهندسة ورياضيات وتنجيم وفلك وحيل ومنطق وطبيعة وموسيقى، وما إلى ذلك مما كانوا يسمونه علوم القدماء أو العلوم القديمة.
ونحن إذا تتبعنا ما قيل في سير بني موسى بن شاكر الذين تخرجوا في هذه الدار وما أتقنوه من علم، نستطيع أن نتعرف إلى المواد التي كان علماء الدار مهتمين بها؛ فالقفطي يحدثنا عن محمد بن موسى بن شاكر - وهو أكبر الثلاثة - أنه كان وافر الحظ من الهندسة والنجوم عالما بإقليدس والمجسطي وجميع كتب النجوم والهندسة والعدد والمنطق وكان حريصا عليها، وأن أخاه أحمد كان مثله في العلم إلا صناعة الحيل - أي علم الميكانيك - فإنه قد فتح له فيها ما لم يفتح مثله لأخيه ولا لغيره من المتحققين بالحيل، وأن الحسن - وهو ثالثهم - كان منفردا بالهندسة، وله طبع عجيب فيها لا يدانيه أحد، وأنه علم كل ما علم منها بطبعه، ولم يقرأ من كتب الهندسة إلا ست مقالات من كتاب إقليدس ...
97
فأنت ترى من هذه النصوص أن هذه الدار كانت مجمعا علميا، ومقرا للنشاط الحكمي والفلسفي يقصده كل من يرغب في التزود من علوم القدماء.
Bog aan la aqoon