Tarbiyada iyo Waxbarashada Islaamka
التربية والتعليم في الإسلام
Noocyada
35
كما يتجلى ذلك في «مدهش» ابن الجوزي. وقد اضطر هذا الأمر المفكرين والكتاب والنقاد أن يقسموا القصص إلى نوعين اثنين؛ أحدهما: قصص العامة، والثاني: قصص الخاصة. أما قصص العامة الذي كان رواده من العوام والسوقة فقد كانت موضوعاته تافهة، أما قصص الخاصة فقد كان دروسا في الدين والتوحيد والعلم، وكان يقوم به نفر من كبار الأئمة والمجتهدين الفضلاء. وقد حمل المقريزي على قصص العامة وقال إنه أمر مكروه لا خير فيه.
36
ويذكر ابن الحاج أن الإمام مالك بن أنس، وعبد الله بن عمر، وأبا داود كانوا يحملون على قصص العامة، وأن الإمام عليا طرد أصحابه من مسجد البصرة، وأن الخليفة المعتضد بالله منعهم من الجلوس في المساجد سنة 284ه وحظر عليهم أن يلتف الناس حولهم ...
37
ومهما يكن من شيء فإن القصص بنوعيه، وعلى الرغم مما صار إليه من انحطاط، كان مدرسة شعبية أفاد عوام الناس منه معلومات وأخبارا قد استنارت بها عقولهم، وزكت بها نفوسهم. •••
وأما حلقات مجالس التعليم الخاصة في القصور والدور، فقد ورد عنها الكثير في كتب الفقه والأدب والتاريخ، ونقلت إلينا نصوص عديدة تدل على أنه كان للقوم مجالس للتعليم يعقدونها في قصور المدينة ودمشق والعواصم الإسلامية الأخرى، كما أن دور بعض العظماء والوجوه كان يعقد فيها مجالس للتعليم والمناظرة والإفادة.
أما الأسواق العامة فأمرها في التعليم أشهر من أن يذكر، وقد كان هذا الأمر معروفا في الجاهلية، وأخبار أسواق عكاظ ومجنة وذي المجاز والطائف وغيرها كثيرة منثورة في كتب الأدب والتاريخ والسيرة، ولقد لعبت هذه الأسواق في الجاهلية وصدر الإسلام - بل وفي العصر الأموي - دورا هاما في نشر العلم وحفظ التراث الفكري والعقلي والأدبي في الجاهلية والإسلام.
والحق أن الخلفاء والأمراء الذين كانوا يهتمون بالنواحي الثقافية والنشاط العلمي كانوا يجمعون في قصورهم مشاهير العلماء في كافة فروع العلم والأدب ويستمعون إلى مناقشاتهم، وكثيرا ما كانوا يشاركونهم هم أنفسهم في ذلك النشاط العلمي.
38
Bog aan la aqoon