264

Taraif Fi Macrifat Madhahib

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

وكان جبريل بالآيات يؤنسنا

فقد فقدت وكل الخير محتجب

وكنت بدرا ونورا يستضاء به

عليك ينزل من ذي العزة الكتب

تجهمتنا رجال واستخف بنا

لما فقدت وكل الأرض مغتصب

أبدت رجال لنا فحوى صدورهم

لما مضيت وحالت دونك الترب

إنا رزئنا بما لم يرز ذو شجن

من البرية لا عجم ولا عرب

وسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت

منا العيون بتهمال لها سكب (1)

قال عبد المحمود انظر رحمك الله وفكر فيما قد رووه عن رجالهم وثقاتهم من هذا التألم العظيم من فاطمة(ع)وما تقدم من روايتهم له في صحاحهم من هجرانها لأبي بكر ستة أشهر حتى ماتت فهل ترى هذا حديث من كان عندها شبهة في أنهم ظلموها عمدا وقصدا وهل ترى هذا الكلام منها كلام من قد قبلت لهم عذرا وهل ترى هذا حديث من لا يعرف صحة دعواها وثبوت حجتها وهل كان يحسن أن يسمع مثل هذا الكلام منها وتمنع مما طلبت أو العوض عنه ولو كانت قد وفدت بهذا الكلام والاسترحام على أعظم ملوك الكفار أما كان تشهد العقول أنه كان يرفع شأنها ويشرف مقامها ويحسن جائزتها أفيليق بمسلم أن يكون جواب هذا الكلام منعها وسوء معاملتها وتهوين حضورها وخطابها والقساوة عليها وترك التلطف بها على كل حال ما يقولون لو أن محمدا(ص)أباها رآها وهي تبكي وتقول مثل هذا الكلام أكان يغضب لغضبها كما رووه في صحاحهم أو كان يرضى عنهم إنما تشهد العقول أنه كان يشق عليه غضبها ويهجرهم بهجرانها ويستعظم إقدامهم على تكذيبهم لها وظلمها وكسرها وإسقاط منزلتها فاختر لنفسك أيها المشفق على

Bogga 266