234

Taraif Fi Macrifat Madhahib

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

محمد(ص)في القيام مقامه في الصلاة ولا يجد في نفسه توقفا عن عزل نبيهم عن المقام الذي جعله الله لنبيهم ولا استحيا من الله ولا من نبيهم ولا من المسلمين ويقتضي أيضا أن إقدامه على ذلك يدل على أنه لا يستبعد منه التقدم في الصلاة في مرض نبيهم بغير إذن منه كما تقدم في حال عافيته بغير إذنه

339 ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما يرفعانه إلى محمد بن عبد الله إلى أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال أتصلي بالناس فأقيم قال نعم قال فصلى أبو بكر فجاء رسول الله(ص)فخرق الصفوف حتى قام عند الصف المقدم ورجع أبو بكر القهقرى (1)

قال عبد المحمود أما يفكر عاقل منصف في هذا الإقدام من أبي بكر على عزل رسولهم عن مقام صلاته وعن منزل نبوته ورسالته أما يعرف العقلاء أن منازل الأنبياء ومقاماتهم لا ينزلها أحد ولا يقام فيها إلا بإذن الله ورسوله أما قرءوا في كتابهم لا تقدموا بين يدي الله ورسوله فهل ترى في هذا الحديث الصحيح عندهم أن أبا بكر توقف عن التقدم أو اعتذر وشاور المسلمين أيستبعد منه بعد وفاة النبي أن يقدم على طلب الرئاسة والملك العقيم بغير إذن من الله ورسوله وبغير استحقاق لذلك أو يستبعد منه أن يقوم مقامه في الصلاة في مرضه بغير إذن من الله ورسوله وبغير استحقاق لذلك وقد تقدم في الطريفة التي قبل هذا من التعجب والاعتراض ما فيه تمام الأغراض وشفاء للعقول من الأمراض

Bogga 236