22

Taqreeb al-Tadmuriyyah

تقريب التدمرية

Daabacaha

دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ

Goobta Daabacaadda

الدمام

Noocyada

ما ينفيه - أو ينفي نظيره - في مكان آخر، فليس لهم قانون مستقيم يرجعون إليه. قال المؤلف ﵀ في الفتوى الحموية: "فيا ليت شعري! بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟! فرضي الله عنه الإمام مالك بن أنس حيث قال: أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد ﷺ لجدل هؤلاء"١. ومن المعلوم أن تناقض الأقوال دليل على فسادها. الرابع: أنهم إذا صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معنى زعموا أن العقل يوجبه، فإنه يلزمهم في هذا المعنى نظير ما يلزمهم في المعنى الذي نفوه مع ارتكابهم تحريف الكتاب والسنة. - مثال ذلك: إذا قالوا المراد بيد الله ﷿: القوة دون حقيقة اليد؛ لأن إثبات حقيقة اليد يستلزم التشبيه بالمخلوق الذي له يد. فنقول لهم: يلزمكم في إثبات القوة نظير ما يلزمكم في إثبات اليد الحقيقية؛ لأن للمخلوقات قوة، فإثبات القوة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم. - ومثال آخر: إذا قالوا المراد بمحبة الله تعالى إرادة ثواب المحبوب أو الثواب نفسه دون حقيقة المحبة؛ لأن إثبات حقيقة المحبة يستلزم التشبيه. فنقول لهم: إذا فسرتم المحبة بالإرادة لزمكم في إثبات الإرادة نظير ما يلزمكم في إثبات المحبة، لأن للمخلوق إرادة، فإثبات الإرادة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم، وإذا فسرتموها بالثواب، فالثواب مخلوق مفعول لا يقوم إلا بخالق فاعل، والفاعل لابد له من إرادة الفعل، وإثبات الإرادة مستلزم

١ راجع مجموع الفتاوى ٥/٢٩.

1 / 26