صعد البدر في السماء، ونشر أشعته الزرقاء على الخرائب المنطرحة في ذلك السهل الرحب، في حين كان سيراب الناسك باسطا ذراعيه على قمة العمود، تاركا شفتيه تتلفظان بهذه الكلمات العذبة:
أيتها الكواكب، باركي الله العظيم
احمديه أيتها الأجناد السماوية
فتفطر الجمع الغفير لدى هذه النغمات المقدسة، فأخذ ينشد قائلا:
أيها القمر والنجوم باركي الله العظيم
احمدي الله يا نيران الصيف المحرقة
باركي الله واحمديه أيتها الينابيع ...
كان كسيحان من فقراء إحدى القرى جالسين في مكان منفرد، يستمنحان صدقة المارين، فبلغهما أن قديسا من قديسي الله يسكن على قمة عمود، في وسط سهل قريب من القرية، فعزما أن يذهبا إليه على أمل أن يشفيهما.
وبعد جهد شديد وصلا إلى ذلك العمود بدون أن يشعر بهما أحد من الرعاة، فرسما إشارة الصليب، واستنجدا برحمة الله، ثم أمرا يديهما على حجر العمود.
عند هذا شعرا برعشة تجول في عروق جنبيهما، ولم يمر بعض ثوان حتى نشطا وقويا وعادا صحيحين كسائر الرجال.
Bog aan la aqoon