هذا الرجل الملعون كان الحاكم المطاع في بلاد اليهود؛ وكان لا يحتاج إلى أكثر من إشارة يعطيها لجنوده حتى يقهر الفريسيين الكفرة، إلا أنه كان جبانا ومتكبرا ...
أجل كان متكبرا، أتسمعين يا سليمة؟ ...
كان لا يود أن يفقد مركزه في المدينة؛ إذ إن اليهود كانوا يتهددونه بالخلع عن عرشه إذا عرف عاهل روما أنه لم يحكم بالموت على ملك اليهود.
عند ذلك نزل بيلاطوس عند رغائب الشعب اليهودي، وحكم على المسيح بالصلب على خشبة كبيرة بين لصين.
ثم غسل يديه ليوهم الناس أنه بريء من هذا الذنب الفظيع، وأنه لم يثقل ضميره بتلك الجناية التي لا وجه لها من العدل.
إلا أنه لم يستطع أن يضل نفسه، فلم تكد روح سيدنا يسوع المسيح تفيض على الصليب، حتى تمسك الندم بروح بيلاطوس كما يتمسك الخفاش بشباك أحد الكهوف!
وبعد بضعة أعوام طلب العاهل بيلاطوس، ووبخه غاضبا، وقال له إنه لم يبق بحاجة إليه؛ لأنه لم يحسن إدارة الشعب، وزاد على ذلك بأن أمره بالرحيل عن روما، والسكن بعيدا عنها لكي ينسى الجميع حتى اسمه.
إلا أن العاهل قد أخطأ خطأ عظيما يا بني، إذ إن الشعب لم ينتبه إلى بيلاطوس ويذكر جريمته إلا منذ هجر روما.
يتأكد لنا من مصيبة بيلاطوس وأوجاعه أن الله لا يحب الأردياء، الذين يرتكبون الجرائم بجبانة وخوف!
لا تنسوا هذه العبرة يا أولادي، وأنتن يا صغيراتي، عندما تصبحن كبيرات، وتجلسن إلى أبنائكن لتقصصن عليهم حكايات الأم وردة، يجب أن تسردنها كما أسردها أنا على مسامعكن الآن.
Bog aan la aqoon