Tao Te Ching
تاو-تي-كنج: كتاب الطريق والفضيلة
Noocyada
كما لو كنت تقلي الأسماك الصغيرة.
أو يقول في القصيدة الرابعة والسبعين:
إذا كان الشعب لا يخاف من الموت
فلماذا إذن نبث فيه الرعب من الموت؟
وفي وقت يرى الحكيم فيه شعبه تهدر إنسانيته وتقتل الحرب والسخرة كرامته، كان لا بد له وهو الذي يعيش في آلام الناس أن يقول بيته المشهور في الفصل الثمانين:
اجعل الشعب يأخذ الموت مأخذا جادا.
وانهارت دولة «تسين» كما قلنا بعد حكم متجبر لم يزد على خمسة عشر عاما، وتبعتها دولة «هان» التي قامت بعدد كبير من الإصلاحات الإدارية والتشريعية، ومن أهمها تأسيس دولة الموظفين على أنقاض دولة الإقطاع. وفي عام 136ق.م. أعلنت الكونفوشية مذهبا رسميا للدولة، وظلت كذلك حتى عام 1911 بعد الميلاد.
ويرجع الفضل في نشر هذه الفلسفة إلى كونج كيو، أو كونج فو تسي الذي اشتهر باسم «المعلم كونج» وقد عاش وحكم حوالي عام 500ق.م. فقد قضى حياته في تربية شباب النبلاء في بلاد «لو» وأصبحت القواعد التي قامت عليها هذه التربية أساسا لما سمي فيما بعد بالمذهب الكونفوشي. وقد لعبت الكرامة الإنسانية أو الصداقة للإنسان (ين) دورا أساسيا في هذه التربية، كما كان الهدف منها هو الابن المطيع والرعية الوفية، ومثلها الأعلى الذي وضعته أمام الأمراء هم القديسون والحكماء من الملوك العظام والقياصرة الإلهيين في العصور القديمة.
وجاء مونج-تسي، الذي يسميه الغربيون منسيوس (من عام 372 إلى عام 289ق.م.) فكافح في سبيل تدعيم الكونفوشية، وأضاف إلى ال «ين» فضيلة جديدة هي العدل، وأكملهما بالذكاء، والأخلاق الطيبة، والموسيقى، وأصبح الخير مع الزمن نتيجة للتربية والتعليم. وعندما وضع لاو تسي كتابه كانت الإنسانية (ين) وسائر الفضائل قد أصبحت مجرد شعارات وشعائر أدت بطبيعتها إلى الكذب والنفاق الاجتماعي؛ ولذلك لم يكن عجيبا أن يتطرف لاو تسي في الهجوم عليها إلى الحد الذي يرفض معه الإنسانية نفسها بعد أن أصبحت مرادفة لآداب اللياقة وشعائر الذوق والاحترام، وأن يتطرف كذلك في رفضه «للتعليم» الذي لا تكاد توجد حكمة من حكم كونفوشيوس التي جمعها تلاميذه في المجموعة المعروفة باسم «لون يي» إلا وتبدأ بها. فالتعليم في رأيه خطر على البراءة الطبيعية والسعادة الصوفية. والحاكم الذي يدبر شئون الرعية بالفطنة والمهارة والشطارة يزيد الرعية تعاسة وشقاء. والعصر الذهبي الذي عاش فيه الحكماء الأقدمون لم يكن يعرف شيئا عن الكتابة والتدوين (المقطوعة الثمانون):
اجعل الناس كذلك يرجعون
Bog aan la aqoon