Nadiifinta Qur'aanka
تنزيه القرآن عن المطاعن
Noocyada
وربما قيل في قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) وليس في اليهود من يعبد الصنم ويؤمن به فكيف يصح ذلك. وجوابنا انه ليس المراد بالجبت والطاغوت الأصنام بل المراد به الشيطان والسحرة على ما روي عن الحسن وغيره والمروي عن ابن عباس ان كعب بن الاشرف قال لقريش أنتم خير من محمد ووعدهم بمعونة عليه فقالوا له أنتم أهل الكتاب ولا نأمن ان يكون ذلك خديعة فان أردت أن نثق بقولك فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما ففعل فنزلت هذه الآية «وقد قيل ان المراد به الكهنة والسحرة كقوله يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت» وبعد فليس في قوله (أوتوا نصيبا من الكتاب) انهم أهل كتاب لان كثيرا ممن بعث اليه موسى وعيسى صلى الله عليهما وسلم يدخلون في هذا الوصف وان لم يؤمنوا فلا يدل على ما ذكروه وقد يقال لمن تبع طريقة من يعبدون الاصنام انه يؤمن بها كقوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) لما اطاعوهم وكل ذلك يسقط هذه الشبهة.
[مسألة]
وربما قالوا في قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) ان ذلك يوجب تعذيب من لم يذنب أو تعذيب بعض من العاصي لم يكن بعضا له في حال الذنب ويوجب أيضا ان يصير الواحد من أهل النار على الايام في نهاية العظم بأن يخلق له الجلد حالا بعد حال وكل ذلك لا يحسن. وجوابنا ان المراد بهذا التنزيل انه تعالى يغير ذلك الجلد عن صورة الاحتراق الى صورة الصحة فيقال انه بدل وان كان الجلد ثانيا هو الذي كان أولا كما يقال في الماء انه قد تغير وتبدل اذا اذا صار ملحا بعد ان كان عذبا. وقد قيل ان الله تعالى يخلق جلدا بعد جلد ولا يوجب ذلك فسادا لان المعذب هو العاصي دون ابعاضه ويصح عندنا ان يعظم الله تعالى جسد أهل النار على ما روى في الخبر ويعذبون وهذا كما يذم ويلعن الكافر وان صار بعد كفره سمينا ولا يؤدي الى العظم الذي ينكر فانه تعالى كما يخلق جلدا بعد جلد يفنى ذلك حالا بعد حال ولذلك قال تعالى (ليذوقوا العذاب) فجعل ذلك عذابا لهم لا للجلد.
Bogga 99