Nadiifinta Qur'aanka
تنزيه القرآن عن المطاعن
Noocyada
ومتى قيل ما معنى قوله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون). وجوابنا أن المراد ما عجله من الآلام لكي يصلحوا فسماه عذابا مجازا ويجوز أن يريد بذلك عذاب القبر أو الحدود التي تقام على بعضهم فمن يعلم ذلك يكون أقرب الى أن يرجع عن معاصيه وقوله تعالى (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها) أحد ما يدل على أن العبد مختار لفعله والا فالاعراض ممن لا يقدر على الشيء وتركه محال لأنه لا يقال في أحدنا أنه أعرض عما يعجز عنه وقوله تعالى من بعد (إنا من المجرمين منتقمون) والمراد به العقاب يدل على أن كل مجرم وان كان من أهل الصلاة فالله تعالى ينتقم منه إلا أن يكون تائبا أو جرمه صغيرا وقوله تعالى من بعد (وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) المراد به جعلناهم أنبياء وعلماء يقتدى بهم لأجل صبرهم فدل بذلك على أن الانبياء لو لا صبرهم عن معاصي الله لما جعلوا أنبياء فيبطل بذلك قول من يجوز عليهم الكفر والكبائر قبل البعثة وقوله تعالى من بعد (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) يحمل على أنه تعالى يفصل بينهم بالعلم فينقاد المبطل ويعرف المحق حاله في ذلك فان كان الفصل يقتضي نقل الاعراض فسيفعله تعالى.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) وكيف يصح والقوم يكذبون بذلك كما قال تعالى بعده (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) ومن لا يؤمن بيوم القيامة كيف ينتظر ذلك؟ وجوابنا أن موتهم لما كان مقدمة الاعادة جاز أن يقول ذلك ويحتمل أنهم على غير يقين مما قالوا فهم على شك وتجويز فحكمهم حكم المنتظر.
Bogga 331