Nadiifinta Qur'aanka
تنزيه القرآن عن المطاعن
Noocyada
وربما قيل في قوله تعالى (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) كيف يصح وصفه بأنه مد ولا يتأتى فيه ذلك؟ وجوابنا أن المراد به أنه مد ذلك أي ادامه كما قال تعالى في صفة الجنة (وظل ممدود) لما لم يكن هناك شمس ومعنى قوله تعالى (ولو شاء لجعله ساكنا) أي دائما لا ينقطع لكنه جعل الشمس عليه دليلا وذلك أحد ما تظهر به نعمه لأنه بالشمس وطلوعها يعرفون كيفية الظل.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وهو الذي خلق من الماء بشرا) كيف يصح وإنما خلق آدم من طين؟ وجوابنا أن ذلك الطين إذا كان بالماء حصل على تلك الصفة فجاز أن يقول ذلك ويحتمل أن يريد سائر أولاده لأنه من النطفة خلقهم فسماها ماء ثم ذكر تعالى ما يبعث المرء على التمسك به من الآداب والاحكام في صفة عباد الرحمن فقال تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) فذكر من صفاتهم ثلاثة عشر خصلة إذا تأملها المرء وتمسك بها عظمت منزلته في الدين ولو لا خوف التطويل لشرحناها ثم قال تعالى آخرا (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما) فان قيل فقد ذكر تعالى في جملته (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) كيف يصح ذلك ومحال في السيئة الماضية أن تصير حسنة؟ وجوابنا أن المراد بالسيئات عقابها وبالحسنات الثواب فقال تعالى فيهم أنهم إذا تابوا صار لهم بدلا من العقاب الثواب وفي قوله تعالى (إلا من تاب) بعد ذلك الكفر والقتل والزنا دلالة على أن التوبة مقبولة في كل ذنب لا كما يظنه قوم في انها لا تقبل في القتل.
[مسألة]
Bogga 292