Nadiifinta Qur'aanka
تنزيه القرآن عن المطاعن
Noocyada
وربما قيل في قوله تعالى (وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون) كيف يصح هذا الجواب وهو تعالى عالم بكل شيء؟ وجوابنا أن ذلك تحذير من مجادلتهم فحذرهم بذلك بعد البيان ولذلك قال قبله (فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم) ثم قال (وإن جادلوك) فاذا تقدم البيان جاز من الرسول صلى الله عليه وسلم الاقتصار على هذا الجنس من التحذير ولذلك قال بعده (فالله يحكم بينكم يوم القيامة) وبين تعالى أنه عالم بكل شيء فقال (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض) وبين أيضا أن ما علمه من الامور التي تحدث قد كتبه ليستدل بها الملائكة فقال (إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير) وحذر بذلك عباد الاصنام فلذلك قال بعده (ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا) ثم بين بعده ضعف المخلوقين بقوله (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا) واكد ذلك بقوله (وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه) فبين أنه على حقارته يغلب المرء فلا يتمكن الانسان من استنقاذ ما سلبه وقد حكي عن أبي الهذيل رحمه الله تعالى أن بعض الملوك سأله وقال ما الفائدة في خلق الذباب فأجاب بأن في ذلك إذلال الجبابرة.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) أليس يدل ذلك على نقيض قوله تعالى (فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا) فأيهما هو الصواب أيكون بعضهم كذلك أو كلهم أجمع؟ وجوابنا أن بعضا منهم يكون رسلا إلى الانبياء دون الكل ولئن كان جميعهم من الرسل فلا تناقض في ذلك.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) كيف يصح ذلك ولغة العرب صادرة عن إسماعيل؟ وجوابنا ان المراد المعني دون نفس الاسم فكأنه وصفهم بتمسكهم بالملة وبأنهم من أهل الثواب وهو المفهوم من وصفنا لهم بأنهم مسلمون ومؤمنون.
Bogga 275