Nadiifinta Qur'aanka
تنزيه القرآن عن المطاعن
Noocyada
وربما قيل في قوله تعالى (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس) كيف يصح السجود من هذه الامور أكثرها جمادات؟ وجوابنا ان المراد بهذا السجود الخضوع فالمراد بذلك أنه تعالى يصرفها في الامور ولا مانع ولأجل ذلك لما ذكر الذي للمكلفين خص ولم يعم فقال تعالى (وكثير من الناس) لان فيهم من ينقاد فيطيع وفيهم خلافه ويحتمل أن يراد بالسجود دلالتها على تنزيه الله تعالى فلما لم يصح فيها السجود أريد ذلك ولما صح ذلك في الناس أريدت الحقيقة فخصه ولذلك قال (وكثير حق عليه العذاب) لما لم يفعل السجود والعبادة وقوله من بعد (إن الله يفعل ما يشاء) المراد به ما يشاء أن يفعله لا ما يشاء من غيره فليس للمخالفين أن يتعلقوا بذلك.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها) كيف يصح أن يريدوا ذلك مع اليأس من الخروج وهذه الارادة تكون قبيحة ولا يقع من أهل الآخرة القبيح عندكم.
وجوابنا أن في العلماء من قال ذكر تعالى الارادة وأراد ما في نفوسهم من الميل الى ذلك كما قال تعالى (جدارا يريد أن ينقض) وقال بعضهم يحسن أن يزيدوا ذلك وان لم ينالوه على وجه الاستغاثة كما يحسن منهم الصياح والصراخ على هذا الوجه فلهم في ذلك غرض يحسن منهم.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وهدوا إلى الطيب من القول) ما فائدة ذلك في وصف المؤمنين في الجنة ومعلوم انهم يعرفون الطيب من القول أن يهدوا إليه؟ وجوابنا أن المراد به ما يعرفون من تحية البعض للبعض وذلك مخالف لما يقع في الدنيا لاغراض تتصل بمنافع الدنيا وبالتكليف ويحصل في هذا القول من السرور بالتعظيم ما لا يوجد مثله في دار الدنيا ومعنى قوله تعالى (وهدوا إلى صراط الحميد) ما ينالهم من السرور بشكر نعم الله تعالى ويحتمل أن يكون المراد بذلك ما يكون في دار الدنيا وأنهم هدوا إلى الاخلاص والى اتباع طريقة الحق.
[مسألة]
Bogga 272