Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء
لأن الفكر لم يكن واجبا عليه وحين كمل عقله وحركته الخواطر فكر في الشيء الذي كان يراه قبل ذلك ولم يكن مفكرا فيه والوجه الآخر في أصل المسألة هو أن إبراهيم (ع) لم يقل ما تضمنته الآيات على طريق الشك ولا في زمان مهلة النظر والفكر بل كان في تلك الحال موقنا عالما بأن ربه تعالى لا يجوز أن يكون بصفة شيء من الكواكب وإنما قال ذلك على سبيل الإنكار على قومه والتنبيه لهم على أن ما يغيب ويأفل لا يجوز أن يكون إلها معبودا ويكون قوله هذا ربي محمولا على أحد وجهين أي هو كذلك عندكم وعلى مذاهبكم كما يقول أحدنا للمشبه على سبيل الإنكار لقوله هذا ربه جسم يتحرك ويسكن والوجه الآخر أن يكون قال ذلك مستفهما وأسقط حرف الاستفهام للاستغناء عنها وقد جاء في الشعر ذلك كثير قال الأخطل
كذبتك عينك أم رأيت بواسط
غلس الظلام من الرباب خيالا
وقال الآخر
لعمرك ما أدري وإن كنت داريا
بسبع رمين الجمر أم بثمان
وأنشدوا قول الهذلي
وقوني وقالوا يا خويلد
لم ترع فقلت وأنكرت الوجوه
يعني أهم هم وقال ابن أبي ربيعة
ثم قالوا تحبها قلت بهرا
عدد الرمل والحصى والتراب
فإن قيل حذف حرف الاستفهام إنما يحسن إذا كان في الكلام دلالة عليه وعوض عنه فليس تستعمل مع فقد العوض وما أنشدتموه فيه عوض عن حرف الاستفهام المتقدم والآية ليس ذلك فيها قلنا قد يحذف حرف الاستفهام مع إثبات العوض عنه ومع فقده إذا زال اللبس في معنى الاستفهام وبيت ابن أبي ربيعة خال من حرف الاستفهام ومن العوض عنه"
وقد روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه : في قوله تعالى فلا اقتحم العقبة @HAD@ قال هو أفلا اقتحم العقبة
فألقيت ألف الاستفهام وبعد فإذا جاز أن يلقوا ألف الاستفهام لدلالة الخطاب عليها فهلا جاز أن يلقوها لدلالة العقول عليها لأن
Bogga 22