141

من الأمور التي تدل على أن أسبابه إلى الإمامة أقوى من أسبابهم وطرقه إلى تناولها أقرب من طرقهم ومن كان يصغي لو لا الشورى إلى كلامه المستوفى في هذا المعنى وأي حال لولاها كانت تقتضي ذكر ما ذكره من المقامات والفضائل فلو لم يكن في الشورى من الغرض إلا هذا وحده لكان كافيا مغنيا وبعد فإن المدخل له في الشورى هو الحامل له على إظهار البيعة للرجلين والرضا بإمامتهما وإمضاء عقودهما فكيف يخالف في الشورى ويخرج منها وهي عقد من عقود من لم يزل (ع) ممضيا في الظاهر لعقوده حافظا لعهوده وأول ما كان يقال له أنك إنما لا تدخل في الشورى لاعتقادك أن الإمامة إليك وأن اختيار الأمة للإمام بعد الرسول (ص) باطل وفي هذا ما فيه والامتناع من الدخول في الشورى يقود إليه ويحمل عليه وقد قال قوم من أصحابنا إنه (ع) إنما دخل فيها تجويز أن ينال الأمر منها ومعلوم أن كل سبب ظن معه أو جوز الوصول إلى الأمر الذي قد تعين عليه القيام به يلزمه (ع) التوصل به وتحريه له وهذه الجملة كافية في الجواب عن جميع ما تضمنه السؤال مسألة فإن قيل إذا كنتم تروون عنه (ع) وتدعون عليه في أحكام الشريعة مذاهب كثيرة لا يعرفها الفقهاء له مذهبا وقد كان (ع) عندكم يشاهد الأمر يجري بخلافها فألا أفتى بمذاهبه ونبه عليها وأرشد إليها وليس لكم أن تقولوا إنه (ع) استعمل التقية كما استعملها فيما تقدم لأنه (ع) قد خالفهم في مذاهب استبد بها وتفرد بالقول فيها مثل قطع السارق من الأصابع وبيع أمهات الأولاد ومسائل في الحد وغير ذلك مما مذهبه (ع) فيه إلى الآن معروف فكيف اتقى في بعض وأمن في آخر وحكم الجميع واحد في أنه خلاف في أحكام شرعية لا تتعلق بإمامة ولا تصحيح نص ولا إبطال اختيار الجواب قلنا لم يظهر أمير المؤمنين (ع) في أحكام الشريعة خلافا للقوم إلا بحيث كان له موافق وإن قل عدده أو بحيث علم أن

Bogga 142