96

وإذا كانت الثلاث الأخر بأمر الله تعالى له فلا حرج فيها لكونه مأمورا بها ، فتخرج له مخرج قول الملك لداود عليه السلام ( إن هذا أخي ) [ص : 38 / 23] ولم يكن أخاه حقيقة. وقوله ( له تسع وتسعون نعجة ) [ص : 38 / 23] ولم يكن له نعاج ، إلى آخر ما قاله.

وقول يوسف عليه السلام لإخوته ( إنكم لسارقون ) [يوسف : 12 / 70] كما قدمناه حرفا بحرف.

والأظهر من الوجهين الأخير منهما ، ودليلنا عليه أن الستة الألفاظ في التلفظ بخلاف المعتقد على سواء.

فذكر الثلاث والإعراض عن ذكر الثلاث الأخر ، مع ورعه عليه السلام وشده مراقبته ، دليل على أن التي أعرض عن ذكرها كانت بأمر الله تعالى.

** الثالث :

عليه السلام في الإسلام إلا ثلاث كذبات ، كلها ما حل بها عن دين الله : قوله في الكوكب ( هذا ربي )، وقوله في سارة «هي أختي» وقوله في الأوثان ( بل فعله كبيرهم هذا )».

فقد فسرها عليه السلام حين عدها ثلاثا ، فصارت الثلاثة : القولات في الكواكب كالواحد في العدد لكونها متحدة في المعنى. وانضافت إليها قولته عن سارة ، وقولته عن الأوثان ، فصارت ثلاثا.

وتكون قولته : ( إني سقيم ) حقيقة ، وتكون النجوم هنا ما ينجم له من

Bogga 106