83

حتى إذا سئل الشفاعة في الآخرة امتنع منها واعتذر بأنه دعا على قومه بالإهلاك (1).

ومعلوم أن دعاء المؤمن على الكافر مباح لا ذنب فيه صغيرا ولا كبيرا ، لا سيما بعد ما قيل له : ( أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) [هود : 11 / 36]. فلما قطع بكفرهم دعا عليهم.

وإذا كان الدعاء على الكفرة على الإطلاق مباحا كان أحرى إذا وقع القطع على كفرهم بالخبر الصدق.

وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر (2). وكذلك موسى عليه السلام دعا على فرعون وملئه (3).

على أن دعوة نوح عليه السلام رحمة عللها هو إذ دعا فقال : ( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ) [نوح : 71 / 27] يعني يضلوا من آمن من قومه بكثرة الأذاية ، فربما

وقيل في التفسير :

دعا عليهم حين يئس من اتباعهم إياه.

دعا عليهم بعد أن أوحى الله إليه (إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) فأجاب الله دعوته وأغرق أمته (يعني كفارهم).

Bogga 93