137

وجاء عنه عليه السلام أنه قال (1): «اطلبوا الرزق في خبايا الأرض». يعني فيما يزرع. وقال عليه السلام لصاحب الناقة (2): «اعقلها وتوكل».

وهذه الأخبار تدل على إثبات الكسب شرعا ، وأنه لا يقدح في التوكل.

فخرج من هذه الأحاديث إثبات الكسب شرعا ، وأن مريم عليها السلام كان مقامها في تلك الحالة إعلاء ، لكونها جمعت بين الكسب والتوكل.

وقد نظمت في ذلك على نقيض ما نظموه في قولهم إذ قالوا (3):

ألم تر أن الله أوحى لمريم

إليك ، فهزي الجذع تساقط الرطب

فقلت :

أما علموا أن المقام سما بها

لأن جمعت بين التوكل والسبب

فعض على هذه القولة يا أيها المتناصف الفطن بالنواجذ ، وشد عليها كف الضنين فإنها قولة مقصودة بالبرهان ، ونادرة ما أراني سبقت إليها. واعرف الرجال بالعلم ، ولا يعرف العلم بالرجال. فمن كل كلام مأخوذ ومتروك إلا من كلام صاحب القبر صلى الله عليه وسلم .

والنطفة : القليل من الماء ، يبقى في دلو أو قربة. ومن خلل العصب : أي من خلال عصب أصابعه عليه السلام .

Bogga 147