265

Tanwir

التنوير شرح الجامع الصغير

Tifaftire

د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم

Daabacaha

مكتبة دار السلام

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

قال الحافظ محمد الشامي (١) تلميذ المصنف في سيرته بعد نقل هذه الأحاديث: فإذا ضربنا أربعين في مائة كانت بأربعة آلاف وبهذا يندفع ما استشكل من أنه ﷺ أعطي قوة أربعين فقط، وأعطي سليمان بن داود قوة مائة رجل أو ألف على ما ورد. انتهى.
قال ابن العربي (٢) "في العارضة": قد أتى الله رسوله ﷺ خصيصة عظمى، وهي قلة الأكل، والقدرة في الجماع، فكان أقنع الناس في الغذاء، وأقواهم في الوطء، وقال القاضي عياض: النكاح متفق على التمدح بكثرته، والفخر بوفوره شرعًا وعادة، فإنه دليل الكمال وصحة الذكورية، ولم يزل التفاخر بكثرته عادة معروفة، والمتمدح به سيرة مرضية، وقال الحافظ (٣) ابن حجر في "فتح الباري": قالوا: كل من كان أتقى لله كان أشد شهوة، واعلم أن هذه الخاصية له ﷺ قد ظهر أثرها في أنه ﷺ كان يطوف على نسائه في اليوم الواحد، وهن تسع، وقد صحَّ ذلك عنه، وأنه كان أحيانًا يغتسل عند كل واحدة، وأحيانًا يغتسل بعد طوافه على الجميع غسلًا واحدًا، واعلم أيضًا أن الأنبياء ﵈ فضلوا بذلك على الناس، قال الحكيم (٤) الترمذي في "نوادر الأصول": الأنبياء زيدوا في النكاح لفضل تنورهم وذلك أن النور إذا امتلأ به الصدر منه وفاض في العروق التذت النفس والعروق فأثارت الشهوة، وروي عن سعيد بن المسيب قال: إن الأنبياء ﵈ يفضلون بكثرة الجماع على الناس، وذلك لما فيه من اللذة (ابن سعد (٥) عن صفوان بن سليم) بفتح الصاد المهملة وسكون الفاء، وسليم بضم

(١) انظر: الشفا للقاضي عياض (١/ ٨٧).
(٢) عارضة الأحوذي.
(٣) فتح الباري (١/ ٣٧٩).
(٤) نوادر الأصول (ص ٢٥٥).
(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات (١/ ٣٧٤) مرسلًا، ووصله أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٦)، وقال: =

1 / 282