Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Goobta Daabacaadda
لبنان
لَا تحزنوا ﴿على مَا فَاتَكُمْ﴾ من الرزق والعافية فتقولوا لم يكْتب لنا ﴿وَلاَ تَفْرَحُواْ﴾ لَا تبطروا ﴿بِمَآ آتَاكُمْ﴾ بِمَا أَعْطَاكُم فتقولوا هُوَ أَعْطَانَا ﴿وَالله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ﴾ فِي مشيته ﴿فَخُورٍ﴾ بنعم الله وَيُقَال مختال فِي الْكفْر فخور فِي الشّرك وهم الْيَهُود
﴿الَّذين يَبْخلُونَ﴾ يكتمون صفة مُحَمَّد ﷺ ونعته فِي التَّوْرَاة ﴿وَيَأْمُرُونَ النَّاس بالبخل﴾ فِي التَّوْرَاة بكتمان صفة مُحَمَّد ﷺ ونعته ﴿وَمَن يَتَوَلَّ﴾ عَن الْإِيمَان ﴿فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيّ﴾ عَن الْإِيمَان ﴿الحميد﴾ لمن وحدوه وَيُقَال الْمَحْمُود فِي فعاله يشْكر الْيَسِير وَيجْزِي الجزيل
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي والعلامات ﴿وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكتاب﴾ وأنزلنا عَلَيْهِم جِبْرِيل بِالْكتاب ﴿وَالْمِيزَان﴾ بَينا فِيهِ الْعدْل ﴿لِيَقُومَ﴾ ليَأْخُذ ﴿النَّاس بِالْقِسْطِ﴾ بِالْعَدْلِ ﴿وَأَنزْلْنَا الْحَدِيد﴾ خلقنَا الْحَدِيد ﴿فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ قُوَّة شَدِيدَة لَا تلينه إِلَّا النَّار وَيُقَال فِيهِ بَأْس شَدِيد الْحَرْب والقتال ﴿وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ لأمتعتهم مثل السكاكين والفأس والمبرد وَغير ذَلِك ﴿وَلِيَعْلَمَ الله﴾ لكَي يرى الله ﴿مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ﴾ بِهَذِهِ الأسلحة ﴿إِنَّ الله قَوِيٌّ﴾ بنصرة أوليائه ﴿عَزِيزٌ﴾ بنقمة أعدائه
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا﴾ إِلَى قومه بعد آدم بثمانمائة سنة فَلبث فِي قومه ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما فَلم يُؤمنُوا فأهلكهم الله بالطوفان ﴿وَإِبْرَاهِيمَ﴾ وَأَرْسَلْنَا إِبْرَاهِيم إِلَى قومه بعد نوح بِأَلف ومائتي عَام واثنتين وَأَرْبَعين سنة ﴿وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا﴾ فِي نسلهما نسل نوح وَإِبْرَاهِيم ﴿النُّبُوَّة وَالْكتاب﴾ وَكَانَ فيهم الْأَنْبِيَاء وَفِيهِمْ الْكتاب ﴿فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ﴾ مُؤمن بِالْكتاب وَالرَّسُول ﴿وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ كافرون بِالْكتاب وَالرَّسُول
﴿ثُمَّ قَفَّيْنَا على آثَارِهِم﴾ أتبعنا وأردفنا بعد نوح وَإِبْرَاهِيم فِي ذريتهما ﴿بِرُسُلِنَا﴾ بَعضهم على أثر بعض ﴿وَقَفَّيْنَا على آثَارهم﴾ اتَّبعنَا وأردفنا بعد هَؤُلَاءِ الرُّسُل غير مُحَمَّد ﷺ ﴿بِعِيسَى ابْن مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ﴾ أعطيناه ﴿الْإِنْجِيل وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذين اتَّبعُوهُ﴾ اتبعُوا دين عِيسَى ﴿رَأْفَةً﴾ رقة وتعطفًا يعْطف بَعضهم على بعض ﴿وَرَحْمَةً﴾ يرحم بَعضهم بَعْضًا ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابتدعوها﴾ أعدُّوا لَهَا الصوامع والديور ليترهبوا فِيهَا وينجوا من فتْنَة بولس الْيَهُودِيّ ﴿مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ مَا فَرضنَا عَلَيْهِم الرهبانية ﴿إِلاَّ ابتغآء رِضْوَانِ الله﴾ إِلَّا طلب رضَا الله وَيُقَال ابتدعوها إِلَّا ابْتِغَاء رضوَان الله مَا كتبناها عَلَيْهِم مَا فَرضنَا عَلَيْهِم الرهبانية وَلَو فَرضنَا عَلَيْهِم الرهبانية ﴿فَمَا رَعَوْهَا﴾ فَمَا حفظوا الرهبانية ﴿حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾ حق حفظهَا ﴿فَآتَيْنَا﴾ فأعطينا ﴿الَّذين آمَنُواْ مِنْهُمْ﴾ من الرهبان ﴿أَجْرَهُمْ﴾ ثوابهم مرَّتَيْنِ بِالْإِيمَان وَالْعِبَادَة وهم الَّذين لم يخالفوا دين عِيسَى بن مَرْيَم وَبَقِي مِنْهُم أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ رجلا فِي أهل الْيمن جَاءُوا إِلَى النبى ﷺ وآمنوا بِهِ ودخلوا فِي دينه ﴿وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ﴾ من الرهبان ﴿فَاسِقُونَ﴾ كافرون وهم الَّذين خالفوا دين عِيسَى
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ اتَّقوا الله﴾ اخشوا الله ﴿وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ﴾ اثبتوا على إيمَانكُمْ بِاللَّه وَرَسُوله ﴿يُؤْتِكُمْ﴾ يعطكم ﴿كِفْلَيْنِ﴾ ضعفين ﴿مِن رَّحْمَتِهِ﴾ من ثَوَابه وكرامته ﴿وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾ بَين النَّاس وعَلى الصِّرَاط ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ ذنوبكم فِي الْجَاهِلِيَّة ﴿وَالله غَفُورٌ﴾ لمن تَابَ ﴿رَّحِيمٌ﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
﴿لِّئَلاَّ يَعْلَمَ﴾ لكَي يعلم ﴿أَهْلُ الْكتاب﴾ عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه ﴿أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شَيْءٍ مِّن فَضْلِ الله﴾ من ثَوَاب الله ﴿وَأَنَّ الْفضل﴾ الثَّوَاب والكرامة ﴿بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ﴾ يُعْطِيهِ ﴿مَن يَشَآءُ﴾ من كَانَ أَهلا لذَلِك ﴿وَالله ذُو الْفضل﴾ ذُو الْمَنّ ﴿الْعَظِيم﴾ على الْمُؤمنِينَ بالثواب والكرامة نزلت من قَوْله ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ إِلَى هَهُنَا فِي شَأْن عبد الله بن سَلام حَيْثُ افتخر على أبي بن كَعْب وَأَصْحَابه بِأَن لنا أَجْرَيْنِ وَلكم أجر وَاحِد
1 / 459