Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Goobta Daabacaadda
لبنان
﴿والسمآء ذَاتِ الحبك﴾ وَهَذَا قسم آخر أقسم بالسماء ذَات الحبك ذَات الْحسن وَالْجمال والاستواء والطرق وَيُقَال ذَات النُّجُوم وَالشَّمْس وَالْقَمَر وَيُقَال ذَات الحبك كحبك المَاء إِذا ضَربته الرّيح أَو كحبك الرمل إِذا نسفته الرّيح أَو كحبك الشّعْر الْجَعْد أَو كحبك درع الْحَدِيد وَيُقَال هِيَ السَّمَاء السَّابِعَة أقسم الله بهَا
﴿إِنَّكُمْ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴾ مُصدق بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن مكذب بهما
﴿يؤفك عَنهُ﴾ يصرف عَن مُحَمَّد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿مَنْ أُفِكَ﴾ من قد صرف عَن الْحق وَالْهدى وَهُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَأَبُو جهل بن هِشَام وَأبي بن خلف وَأُميَّة بن خلف ومنبه وَنبيه ابْنا الْحجَّاج صرفُوا النَّاس عَن مُحَمَّد ﷺ وَالْقُرْآن بِالْكَذِبِ والزور فلعنهم الله فَقَالَ
﴿قُتِلَ الخراصون﴾ لعن الكذابون بَنو مَخْزُوم الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه
﴿الَّذين هُمْ فِي غَمْرَةٍ﴾ فِي جَهَالَة وعمى من أَمر الْآخِرَة ﴿سَاهُونَ﴾ لاهون عَن الْإِيمَان بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن
﴿يَسْأَلُونَ﴾ يَا مُحَمَّد بَنو مَخْزُوم ﴿أَيَّانَ يَوْمُ الدّين﴾ مَتى يَوْم الْقِيَامَة الَّذِي نعذب فِيهِ
قَالَ الله ﴿يَوْمَ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿هُمْ عَلَى النَّار يُفْتَنُونَ﴾ يحرقون وَيُقَال ينضحون وَيُقَال فِي النَّار يُعَذبُونَ وَيُقَال على النَّار يجرونَ تَقول لَهُم الزَّبَانِيَة
﴿ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ﴾ حرقكم وعذابكم ونضجكم ﴿هَذَا﴾ الْعَذَاب ﴿الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ فِي الدُّنْيَا
ثمَّ بَين مُسْتَقر الْمُؤمنِينَ أبي بكر وَأَصْحَابه فَقَالَ ﴿إِن الْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك الْفَوَاحِش ﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿وَعُيُونٍ﴾ مَاء طَاهِر
﴿آخِذِينَ﴾ قابلين راضين ﴿مَآ آتَاهُمْ﴾ مَا أَعْطَاهُم رَبهم فِي الْجنَّة وَيُقَال عاملين بِمَا أَمرهم ﴿رَبُّهُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِك﴾ الثَّوَاب والكرامة ﴿مُحْسِنِينَ﴾ فِي الدُّنْيَا بالْقَوْل وَالْفِعْل
﴿كَانُواْ قَلِيلًا مِّن اللَّيْل مَا يَهْجَعُونَ﴾ يَقُول قَلما ينامون من اللَّيْل
﴿وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ يصلونَ
﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ﴾ ويرون فِي أَمْوَالهم حَقًا مَعْلُوما ﴿لَّلسَّآئِلِ﴾ الَّذِي يسْأَل ﴿والمحروم﴾ الَّذِي لَا يسْأَل وَلَا يعْطى وَلَا يفْطن بِهِ وَيُقَال المحروم الَّذِي قد حرم أجره وغنيمته وَيُقَال المحروم هُوَ المحترف المقتر عَلَيْهِ معيشته وَالَّذِي لَا يلقى قوت يَوْمه
﴿وَفِي الأَرْض آيَاتٌ﴾ عَلَامَات وعبرات مثل الشّجر وَالدَّوَاب وَالْجِبَال والبحار ﴿للموقنين﴾ المصدقين بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن
﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ﴾ أَيْضا عَلَامَات من الأوجاع والأمراض والبلايا حَتَّى يَأْكُل الرجل من مَكَان وَاحِد وَيخرج من مكانين ﴿أَفَلاَ تُبْصِرُونَ﴾ أَفلا تعقلون فتتفكروا فِيمَا خلق الله
﴿وَفِي السمآء رِزْقُكُمْ﴾ وَمن السَّمَاء يَأْتِي رزقكم يَعْنِي الْمَطَر ﴿وَمَا تُوعَدُونَ﴾ يَعْنِي الْجنَّة وَيُقَال وَفِي السَّمَاء رزقكم على رب السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون من الثَّوَاب وَالْعِقَاب
﴿فَوَرَبِّ السمآء وَالْأَرْض﴾ أقسم بِنَفسِهِ ﴿إِنَّهُ﴾ إِن الَّذِي قصصت لكم من أَمر الرزق ﴿لَحَقٌّ﴾ لصدق كَائِن ﴿مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ تَقولُونَ لَا إِلَه إِلَّا الله
﴿هَلْ أَتَاكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ﴾ خبر أضياف إِبْرَاهِيم ﴿الْمُكرمين﴾ أكْرمهم بالعجل
﴿إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ﴾ على إِبْرَاهِيم ﵇ جِبْرِيل وملكان مَعَه وَيُقَال جِبْرِيل وَاثنا عشر ملكا كَانُوا مَعَه ﴿فَقَالُواْ سَلاَمًا﴾ سلمُوا على إِبْرَاهِيم ﴿قَالَ سَلاَمٌ﴾ رد عَلَيْهِم إِبْرَاهِيم السَّلَام أَنْتُم ﴿قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴾ لم يعرفهُمْ وَلم يعرف سلامهم فِي تِلْكَ الأَرْض فِي ذَلِك الزَّمَان
﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ﴾ فَرجع إِبْرَاهِيم إِلَى أَهله ﴿فَجَآءَ﴾ إِلَى أضيافه ﴿بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ صَغِير مشوي
﴿فَقَرَّبَهُ﴾ يَعْنِي الْعجل المشوي ﴿إِلَيْهِمْ﴾ إِلَى أضيافه فَلم يمدوا أَيْديهم إِلَى الطَّعَام ﴿قَالَ﴾ إِبْرَاهِيم ﴿أَلاَ تَأْكُلُونَ﴾ من الطَّعَام
﴿فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ فأضمر إِبْرَاهِيم فِي نَفسه خيفة حَيْثُ لم يَأْكُلُوا من طَعَامه فَظن أَنهم لصوص وَكَانَ فِي زَمَانه إِذا
1 / 441