Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Goobta Daabacaadda
لبنان
﴿فَوقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ﴾ فَدفع الله عَنهُ مَا أَرَادوا بِهِ من الْقَتْل ﴿وَحَاقَ﴾ نزل وَدَار ﴿بآل فِرْعَوْن﴾ بفرعون وَقَومه ﴿سوء الْعَذَاب﴾ شدَّة الْعَذَاب وَهُوَ الْغَرق
﴿النَّار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا﴾ يَقُول يعرض أَرْوَاح آل فِرْعَوْن على النَّار ﴿غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ غدْوَة وَعَشِيَّة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَة﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة يَقُول الله لملائكته ﴿أدخلُوا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ قومه ﴿أَشَدَّ الْعَذَاب﴾ أَسْفَل النَّار
﴿وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ﴾ يتخاصمون ﴿فِي النَّار﴾ القادة والسفلة ﴿فَيَقُولُ الضُّعَفَاء﴾ السفلة ﴿لِلَّذِينَ استكبروا﴾ تعظموا عَن الْإِيمَان يَعْنِي القادة ﴿إِنَّا كُنَّا لَكُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿تَبَعًا﴾ مُطيعًا على دينكُمْ ﴿فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ﴾ حاملون ﴿عَنَّا نَصِيبًا﴾ بَعْضًا ﴿مِّنَ النَّار﴾ مِمَّا علينا
﴿قَالَ الَّذين استكبروا﴾ تعظموا عَن الْإِيمَان وهم القادة للسفلة ﴿إِنَّا كُلٌّ﴾ العابد والمعبود والقادة والسفلة ﴿فِيهَآ﴾ فِي النَّار ﴿إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعباد﴾ بَين العابد والمعبود والقادة والسفلة بالنَّار وَيُقَال بَين الْمُؤمنِينَ والكافرين بِالْجنَّةِ وَالنَّار
﴿وَقَالَ الَّذين فِي النَّار﴾ إِذا اشتدت عَلَيْهِم النَّار وَقل صبرهم وَأَيِسُوا من دُعَائِهِمْ ﴿لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ﴾ للزبانية ﴿ادعوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ﴾ يرفع ﴿عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَاب﴾ بِقدر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا
﴿قَالُوا﴾ يَعْنِي الزَّبَانِيَة للْكفَّار ﴿أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي والعلامات وتبليغ الرسَالَة من الله ﴿قَالُواْ بلَى﴾ قد أتونا بالرسالة ﴿قَالُواْ﴾ يَعْنِي الزَّبَانِيَة لَهُم استهزاء بهم ﴿فَادعوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافرين﴾ فِي النَّار ﴿إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ﴾ فِي بَاطِل وَيُقَال وَمَا عبَادَة الْكَافرين فِي الدُّنْيَا إِلَّا فِي خطأ
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذين آمَنُواْ﴾ بالرسل ﴿فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ بالنصرة وَالْغَلَبَة على أعدائهم ﴿وَيَوْمَ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿يَقُومُ الأشهاد﴾ الْمَلَائِكَة ينصرونهم بالعذر وَالْحجّة والأشهاد الرُّسُل وَيُقَال هم الْحفظَة يشْهدُونَ عَلَيْهِم بِمَا عمِلُوا
﴿يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمين﴾ الْكَافرين ﴿مَعْذِرَتُهُمْ﴾ اعتذارهم من الْكفْر ﴿وَلَهُمُ اللَّعْنَة﴾ السخط وَالْعَذَاب ﴿وَلَهُمْ سوء الدَّار﴾ النَّار
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا﴾ أعطينا ﴿مُوسَى الْهدى﴾ يَعْنِي التَّوْرَاة وآتينا دَاوُد الزبُور وَعِيسَى ابْن مَرْيَم الْإِنْجِيل ﴿وَأَوْرَثْنَا بني إِسْرَائِيلَ الْكتاب﴾ أنزلنَا على بني إِسْرَائِيل من بعدهمْ الْكتاب كتاب دَاوُد وَعِيسَى
﴿هُدىً﴾ من الضَّلَالَة ﴿وذكرى﴾ عظة ﴿لأُوْلِي الْأَلْبَاب﴾ لِذَوي الْعُقُول من النَّاس
﴿فاصبر﴾ يَا مُحَمَّد على أَذَى الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين ﴿إِنَّ وَعْدَ الله﴾ لَك بالنصرة على هلاكهم ﴿حَقٌّ﴾ كَائِن ﴿واستغفر لِذَنبِكَ﴾ لتقصير شكر مَا أنعم الله عَلَيْك وعَلى أَصْحَابك ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ وصل بِأَمْر رَبك ﴿بالْعَشي وَالْإِبْكَار﴾ غدْوَة وَعَشِيَّة
﴿إِنَّ الَّذين يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ الله﴾ يكذبُون بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن وهم الْيَهُود وَكَانُوا أَيْضا يجادلون مَعَ مُحَمَّد ﷺ بِصفة الدَّجَّال وعظمته وَرُجُوع الْملك إِلَيْهِم عِنْد خُرُوج الدَّجَّال ﴿بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ حجَّة ﴿أَتَاهُمْ﴾ من الله على مَا زَعَمُوا ﴿إِن فِي صُدُورِهِمْ﴾ مَا فِي قُلُوبهم ﴿إِلاَّ كِبْرٌ﴾ عَن الْحق ﴿مَّا هُم بِبَالِغِيهِ﴾ ببالغي مَا فِي صُدُورهمْ من الْكبر وَمَا يُرِيدُونَ من رُجُوع الْملك إِلَيْهِم عِنْد خُرُوج الدَّجَّال ﴿فاستعذ بِاللَّه﴾ يَا مُحَمَّد من فتْنَة الدَّجَّال ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيع﴾ لمقالة الْيَهُود ﴿الْبَصِير﴾ بهم وبأعمالهم وبفتنة الدَّجَّال وبخروجه
﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَكْبَرُ﴾ أعظم
1 / 397