326

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

لبنان

بِالْكتاب وَالرَّسُول لأهلكناهم قبلك وَلَكِن أَرْسَلْنَاك إِلَيْهِم بِالْقُرْآنِ لكَي لَا يكون لَهُم حجَّة علينا
﴿فَلَمَّا جَاءَهُم الْحق﴾ مُحَمَّد ﷺ بِالْقُرْآنِ ﴿مِنْ عِندِنَا قَالُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿لَوْلَا أُوتِيَ﴾ هلا أعْطى مُحَمَّد ﵊ يَعْنِي الْيَد والعصا والمن والسلوى وَالْقُرْآن جملَة ﴿مثل مَا أُوتِيَ﴾ أعْطى ﴿مُوسَى﴾ بِزَعْمِهِ ﴿أَو لم يَكْفُرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى﴾ أعطي مُوسَى ﴿من قبل﴾ من قبل مُحَمَّد ﷺ يَعْنِي التَّوْرَاة ﴿قَالُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿سِحْرَانِ﴾ يَعْنِي التَّوْرَاة وَالْقُرْآن ﴿تَظَاهَرَا﴾ تعاونا ﴿وَقَالُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿إِنَّا بِكُلٍّ﴾ بِالتَّوْرَاةِ وَالْقُرْآن ﴿كَافِرُونَ﴾ جاحدون
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ الله هُوَ أهْدى﴾ أصوب ﴿مِنْهُمَآ﴾ من التَّوْرَاة وَالْقُرْآن ﴿أَتَّبِعْهُ﴾ أعمل بِهِ ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ أَن التَّوْرَاة وَالْقُرْآن سحران تظاهرا فَلم يقدروا أَن يَأْتُوا
قَالَ الله ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ﴾ فَإِن لم يجيبوك الظلمَة بِمَا سَأَلتهمْ ﴿فَاعْلَم أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ﴾ بالْكفْر والشرك وَعبادَة الْأَوْثَان ﴿وَمَنْ أَضَلُّ﴾ أكفر عَن الْحق وَالْهدى ﴿مِمَّنْ اتبع هَوَاهُ﴾ بالْكفْر والشرك وَعبادَة الْأَوْثَان ﴿بِغَيْرِ هُدىً مِّنَ الله﴾ بِغَيْر حجَّة وَبَيَان من الله ﴿إِنَّ الله لاَ يَهْدِي﴾ لَا يرشد إِلَى دينه ﴿الْقَوْم الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين أَبَا جهل وَأَصْحَابه
﴿وَلَقَد وصلنا لَهُم القَوْل﴾ بَينا لَهُم الْقُرْآن بِالتَّوْحِيدِ ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ لكَي يتعظوا بِالْقُرْآنِ فيؤمنوا
﴿الَّذين آتَيْنَاهُمُ الْكتاب﴾ أعطيناهم علم التَّوْرَاة ﴿مِن قبله﴾ من قبل مجىء مُحَمَّد ﵊ وَالْقُرْآن يَعْنِي عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه نَحْو أَرْبَعِينَ رجلا مِنْهُم من جَاءَ من الشَّام وَمِنْهُم من جَاءَ من الْيمن ﴿هُم بِهِ﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ يوقنون
﴿وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ يقْرَأ عَلَيْهِم الْقُرْآن بنعت مُحَمَّد ﷺ وَصفته ﴿قَالُوا آمنا بِهِ﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿إِنَّهُ الْحق مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ﴾ من قبل قِرَاءَة الْقُرْآن علينا ﴿مُسلمين﴾ مقرين بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن
﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ﴾ يُعْطون ثوابهم ضعفين ﴿بِمَا صَبَرُواْ﴾ على أَذَى الْكفَّار وطعنهم مَتى بينوا صفة مُحَمَّد ﷺ ونعته فِي كِتَابهمْ ودخلوا فِي دين مُحَمَّد ﵊ ﴿ويدرؤون بِالْحَسَنَة السَّيئَة﴾ يدْفَعُونَ بالْكلَام الْحسن بِلَا إِلَه إِلَّا الله الْكَلَام الْقَبِيح الشّرك من غَيرهم ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ أعطيناهم من الْأَمْوَال ﴿يُنفِقُونَ﴾ يتصدقون
﴿وَإِذَا سَمِعُواْ اللَّغْو﴾ الْبَاطِل يَعْنِي طعنة الْكفَّار عَلَيْهِم ﴿أَعْرَضُواْ عَنْهُ﴾ كرامًا ﴿وَقَالُواْ﴾ مَعْرُوفا ﴿لَنَآ أَعْمَالُنَا﴾ عبَادَة الله وَدين الْإِسْلَام ﴿وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ عَلَيْكُم أَعمالكُم عبَادَة الْأَوْثَان وَدين الشَّيْطَان الشّرك بِاللَّه ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ﴾ هدَاكُمْ الله ﴿لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلين﴾ لَا نطلب دين الْمُشْركين بِاللَّه
﴿إِنَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لاَ تَهْدِي﴾ لَا تعرف ﴿مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ إيمَانه يَعْنِي أَبَا طَالب ﴿وَلَكِن الله يَهْدِي﴾ يوفق ويرشد وَيعرف ﴿مَن يَشَآءُ﴾ لدينِهِ أَبَا بكر وَعمر وأصحابهما ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين﴾ لدينِهِ
﴿وَقَالُوا﴾ حَارِث بن عَمْرو النوفلى وَأَصْحَابه ﴿إِن نَّتَّبِعِ الْهدى﴾ التَّوْحِيد ﴿مَعَكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿نتخطف﴾ نطرد ﴿من أَرْضنَا﴾ مَكَّة ﴿أَو لم نُمَكِّن لَّهُمْ﴾ ننزلهم ونجعل لَهُم ﴿حَرَمًا آمِنًا﴾ من أَن يهاج فِيهِ ﴿يجبى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كل شَيْء﴾ يحمل إِلَيْهِ ألون كل شىء مِمَّن الثمرات ﴿رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا﴾ طَعَاما لَهُم من عندنَا فَكيف أسلط عَلَيْهِم الْكفَّار إِن آمنُوا ﴿وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ذَلِك وَلَا يصدقون
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ﴾ من أهل قَرْيَة

1 / 328